ملح في عين الجرح

ملح في عين الجرح

ملح في عين الجرح

دمــعٌ كـمـا غـيْـثِ الـسما يـترقرقُ

ويـصـبُّ مـلـحاً فـي الـحنايا يـحرقُ

مـــازال قـلـبـي بـالأسـى مُـتَـعثِّراً

بـاب الأمــانــي كل فــجــرٍ يُــطــرقُ

حـيـناً يـغـضُّ عــن الـهـمومِ وتــارةً

تـلـقـاهُ فـــي أحـضـانـها يـتَـعَشّقُ

كــم ذا تُـغـيّرهُ الـفـصولُ بِـطيشِها

يــعـرى إذا شـــاءت وحـيـناً يــورقُ

ألـفـاً مــن الـمـرّاتِ أرتــقُ جُـرحَـهُ

هــل تـنـفع الـمـكلوم كـفٌّ تـرتِـقُ

ويــغـصًّ لــو ذكــر الـشـآمَ بِـدمـعِهِ

ويـكـادُ مـن كـأسِ الـمرارةِ يـشرَقُ

يـاشعرُ قـد غـنّت دمـشقٌ قـصائداً

والـكـونُ يـصـغي إذ تـغـنّي جـلّـقُ

والــفـلُّ والـنـسـرينُ يـلـثمُ ثـغـرَها

ولِـجـيـدها عــقـدُ الــزهـورِ يُـطـوّقُ

والـفجرُ يـرشُفُ مـن سـناها ضوءَهُ

لـولاها مـا كـانت شـموسٌ تشرق

لـو رُمـتُ وصـفاُ في عيون أميرتي

تــغــدو الـقـصـائـدُ أنـجـمـاً تـتـألّـقُ

الـحـسنُ قــد بـلغَ الـنصابَ فـليْتَها

لـلـراغـبـيـنَ بِــبـعـضِـهِ تــتــصـدّقُ

مَـن بـثّ سُـمَّ الـحقدِ في أوصالها

أحـشـاؤهـا فـــي جـوفـها تـتـمزّقُ

لـلـموتِ تـمـضي والـعيونُ كـسيرةٌ

حـسناءَ مـن شُـقْرِ الضفائِرِ تْشنَقٌ

لــم يـسمعِ الأهـلونَ قـطُّ صُـراخَها

لم يرأفوا، لم يسعفوا، أو يشفقوا

حـاكـوا حـبـالاً مــن ثـيـابِ مُـصابِها

صـعـدوا علــى أشلائها وتـسلّقوا

كــيــف الأمــــانُ يـخُـصُّـها بِــزيـارةٍ

والـمـوتُ مــن كــلِّ الـزوايا مُـطْبِقُ

لـهفي عـلى وطـنٍ تـسيلُ دمـاؤهُ

عـطـراً عـلـى خــدّ الـثـرى يـتعتّقُ

يــروي بــذوراً طــال لـيـلُ سُـبـاتها

وبـراعـمـاً فـــوق الـغـصـونِ تـفـتّـقٌ

سـتُـقـرّبُ الأقـــدارُ طــوقَ نـجـاته

“إن الــغــريـقَ بِــقـشّـةٍ يــتـعلّـقُ ”

بلال ماط _ سكيكدة _..