أُسدل الستار، السبت، على الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ 26 التي عرفت اقبالا استثنائيا على كل المؤلفات المهتمة بالقضية الفلسطينية، في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة بعد ملحمة “طوفان الاقصى”.
عبد الهادي، طالب جامعي في كلية العلوم السياسية بالجزائر العاصمة، أكد من خلال قائمة من عناوين كتب تتناول أبعاد القضية الفلسطينية والصراع العربي مع الكيان الصهيوني.
ويَعترف الطالب عبد الهادي أن الأحداث الأخيرة التي تدور في قطاع غزة، أعادت اهتمامه بالقضية الفلسطينية بكل أبعادها.
وأضاف أن مشاهد الدمار والقتل التي يمارسها الكيان الصهيوني وتواطئ المجتمع الغربي مع الكيان، دفعته لدراسة الصراع العربي – الإسرائيلي بشكل أعمق.
وأقر محدثنا أنه في السابق كانت القضية الفلسطينية محل ارتباط عاطفي وديني وتضامني وانساني رغم أننا نجهل الكثير عن محطات المقاومة الفلسطينية.
وتابع: “لكن ما يدور الآن في قطاع عزة من تهجير وإبادة للفلسطينيين وسكان غزة، بحاجة إلى بحث ودراية لطبيعة هذا الصراع، لأن فهم المشكلة جزء أساسي في معالجة القضية”.
وزاد المتحدث أن القضية الفلسطينية كشفت عن ازدواجية المعايير، فالموقف الغربي تجاه الصراع الروسي – الأوكراني غير الموقف الغربي تجاه الجرائم الإنسانية في حق سكان قطاع غزة.
ويقف الطالب عبد الهادي إلى جانب دور النشر المصرية “دار الشروق” ويعرض علينا بعض مشترياته من كتب عبد الوهاب الميسيري على غرار “من هم اليهود واليهودية والصهيونية”، “الصهيونية والحضارة العربية” و”نهاية التاريخ” و”دراسة الفكر الصهيوني” وغيرها من العناوين.
وفي السياق ذاته، يرى مندوب مبيعات دار النشر للمطبوعات العربية تزايد اهتمام القارئ الجزائري بالقضية الفلسطينية، وهذا خلافا للسنوات السابقة عموما.
ويؤكد أن الشباب والطلبة الجامعيين هم الأكثر إقبالا على الكتب التي تتناول الصراع العربي – المحتل الإسرائيلي.
وخصصت دار النشر للمطبوعات العربية جناحا خاصا بالكتب التي تتناول القضية الفلسطينية، على غرار كتاب البعد التوراتي للإرهاب الإسرائيلي رفقة حقائق لفائف البحر الميت من تأليف وجدي نجيب المصري وغيرها من العناوين عن الماسونية والصهيونية.
ويقول القائم على جناح مركز دراسات الوحدة العربية إن مركز دراسات الوحدة العربية كان دائما محل اهتمامه البالغ هو القضية الفلسطينية، مضيفا أن هذه الأخيرة كانت دوما محورا أساسيا في أعمال المركز.
وأشار المتحدث إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا من طرف القارئ الجزائري بمجلة “المستقبل العربي” وبعض الدراسات، خصوصا من الشباب الذي يبدو أنه متعطش للمعرفة ودراسة القضية الفلسطينية.
وتابع محدثنا: “هناك مبيعات محترمة لمذكرات “صفحات من مسيرتي النضالية” للمناضل جورج حبش، وكذا كتاب “من جمر إلى جمر صفحات من ذكريات” من تأليف منير شفيق، وغيرها من الدراسات والبحوث والمقالات الأكاديمية”.
وبمناسبة صالون الجزائر الدولي للكتاب، يحضر الكاتب والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، والذي تضم أعماله 15 رواية منفصلة ضمن سلسلة “الملهاة الفلسطينية”.
ويقول مسؤول المبيعات بالدار العربية للعلوم ناشرون إن هناك إقبالًا على روايات إبراهيم نصر الله بشكل ملحوظ.
وأوضح المتحدث أن هذا الاقبال سببه الأحداث التي تدور اليوم في قطاع غزة.
ولفت المتحدث إلى أنه على صفحة “فايسبوك” التابعة لدار العلوم، تم إعلان حضور الكاتب والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله وأهم الإصدارات عن الرواية الفلسطينية على غرار رواية “يافا” للكاتب نبيل قندس ورحلة لجوء لنور إنعيم وبرتقالة جدتي وجنة الموت اللذيذ وغيرها من العناوين.
من جانبه، قال المشرف على منشورات المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات إن كتاب القدس: التطهير العرقي وأساليب المقاومة من تأليف أحمد جميل عزم رفقة كتاب آخرين، يعد من أهم المبيعات خلال اليومين الأخيرين.
وأشار المتحدث إلى أن المركز يستقطب أساتذة وباحثين أكاديميين، ويعد الكتاب دراسة معقمة تبرز الصراع القائم على تهجير سكان القدس الأصليين ومعرفة تفاصيل مدينة القدس الاجتماعية والسياسية والديمغرافية.
وأضاف أن هذا الاهتمام يعكس أيضا انشغال الطبقة المتعلمة والجامعية بمعرفة دقيقة ومفصلة عن القضية الفلسطينية.
ب\ص