هذا الصباح يشبه ملامحي بالأمس، وتذروه الرياح كيف ما شاءت، ليكون البداية لتلك النهاية، حتى لو وضعت الفانوس بجانب ظلمتي فلن يغدو نوره ناحيتي، بل تخمده عتمات واقع لا يشرق، لا يأمل، لا يدرك… حينئذ أفرّ لمنفئ به أنفاس القديمة، فيه فتيل يحترق وشمعة تنير طاولة محطمة، إنه ملاذ أخير ينتظر صخبي ويحوي أحلامي الصغيرة، فكنت أتنفس به وليته آلة ينبض بها القلب بهذا الجسد بهذا العبث الذي ينفث حولي شتات دربي كالوزغ يشعل لهبا بلهب، حتى تكون الآمال أقوى فتهوى الآلام مرة ليصبح الرطب واليابس سواء، فلن أعي أي البذور أنثر وأي السكنات أصمت، فتحركت لعبتي بحركة واحدة وثبت أقدامي زقاقا ضيق متجسدة بذات بكل جزء يمثل آهاتي، إنها مجرة بجرة بل كونا يدور حول كوكبي ليس قمرا وشمسا، ليس يقظة أو حلما لسراب عابر، إنه قلم يكتب ويكتب.
أحمد الشافعي ملكي