مقدم برنامج “في التأني السلامة”.. الصحفي محمد حجيج لـ”الموعد اليومي”: أتمنى أن تكون مبادرة رئيس الجمهورية سُنّة حميدة يقتدي بها كل مسؤول

مقدم برنامج “في التأني السلامة”.. الصحفي محمد حجيج لـ”الموعد اليومي”: أتمنى أن تكون مبادرة رئيس الجمهورية سُنّة حميدة يقتدي بها كل مسؤول

في إطار المهام المخولة له في حصة -في التأني السلامة- كمقدم للبرنامج وصحفي ميداني يقدم روبورتاجات ميدانية خاصة مع ضحايا إرهاب الطرقات.

إنه الصحفي النشيط محمد حجيج الذي نقل مؤخرا حالة الشاب الرياضي بلال، أحد ضحايا حوادث المرور المؤلمة التي تسببت له في إعاقة أقعدته الفراش مدة 4 سنوات. وبفضل بث البرنامج لوضعيته وعجزه عن التكفل بمصاريف علاجه خارج الوطن، ومن حسن حظ بلال أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون تابع البرنامج يومها وطلب بالتكفل ببلال وإرساله للعلاج في الخارج. وعن مبادرة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتكفله بحالة بلال تحدث مقدم برنامج -في التأني السلامة- ومعد روبورتاج بلال، الصحفي محمد حجيج، للموعد اليومي في هذا الحوار.

 

من خلال التحقيقات الميدانية عن حوادث المرور التي قمت بها من خلال برنامج -في التأني السلامة-، ماذا تقول عن حوادث المرور وضحاياها؟

ربما أقل ما يقال عن حوادث المرور أنها مأساة حقيقة للضحية بالدرجة الأولى والعائلة والمجتمع. دائما أقول أن الحوادث تقع في ثواني معدودات إلا أن أثارها تبقى لمدة طويلة وربما مدى الحياة إذا تعلق الأمر بالإعاقة أو وفاة. للأسف الجزائر كل عام تحتل المراتب الأولى عالميا من حيث الحوادث التي تشهد منذ 2016 تراجعا مقارنة بالسنوات السابقة، حسب الإحصائيات المقدمة من طرف المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق لكن هذا لا يعني أن طرقاتنا أصبحت آمنة بل لازالت تحصد الأرواح وترمل نساء. الملاحظ أيضا في السنوات الأخيرة، تورط مركبات النقل الجماعي والتى للأسف ترفع من تعداد الموتى وما الأرقام المسجلة لدي مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني خير دليل على هذا فبعض الحوادث خلفت أكثر من عشر قتلى وأكثر من 95 بالمائة من الحوادث تعود للعامل البشري.

 

قمت مؤخرا ببورتري عن الشاب الرياضي بلال الذي تسبب له حادث مرور في إعاقة جسدية أقعدته الفراش مدة 4 سنوات، كيف تم اختيار بلال بالذات؟

في رأيي لا أجد أحسن مكان لتسجل الشهادات إلا مستشفى قاصدي مرباح بتقصرايين الذي يستقبل عددا كببرا من الضحايا من أجل إعادة التأهيل وهذا بعدما تستقر حالتهم الصحية. بلال كان من بين الذين سجلت معهم وما شدني إليه صبره وإيمانه بقضاء الله وقدره على غرار باقي الضحايا الذين  كانوا معه لكن الأمر الذي  شدني أكثر هو أنه كان شابا رياضيا مقبل على الحياة.. كان ينتقل لعمله بدراجته الهوائية  من الدويرة إلى مقر ولاية الجزائر، حيث يعمل عون أمن قبل أن تصطدمه سيارة مجهولة الهوية بالطريق السريع ببئر توتة وما زاد تمسكي بالعمل معه لما أخبرني أنه عندما استيقظ من غيبوبته وعلم بحالته وإعاقته سامح المتسبب في الحادث وبعدها سلم أمره لله عندما علم بهروب المتسبب. وهذه العوامل هي التي جعلتني أواصل العمل قلبا وقالبا مع بلال. وأشير هنا إلى أنني واصلت العمل مع الضحايا الذين التقيتهم بالمستشفى. كما أشير إلى أن أمثال بلال عددهم كبير يعانون هم وعائلاتهم في صمت أمثال الطفل أمير بمعسكر الذي لا يقوى حتى على الجلوس والشاب لبرج من معسكر الذي لا ينهض من فراشه. حالات كثيرة سببها خطأ ارتكبه سائق متهور.

 

بعد بث البورتري الخاص ببلال، تابع رئيس الجمهورية البرنامج وطلب بالتكفل ببلال وإرساله للعلاج في الخارج، كيف استقبلت هذا الخبر؟

خبر تكفل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالحالة الصحية لبلال وصلني عشية يوم جنازة أمي رحمها الله، ففي تلك الأمسية استقبلت عدد من الزملاء الذين لم يتسن لهم حضور الجنازة بسبب إلتزامات مهنية من بينهم الأخ والزميل المخرج إسماعيل كسير الذي نقل لي الخبر. لا أخفي عليك أن الدنيا اظلمت في وجهي بسبب وفاة أمي، لكن بمجرد سماعي الخبر أثلج صدري وأيقنت أن الحياة لازالت مستمرة وفيها الخير.. خبر أعطاني القوة وإن شاء الله يكون عملي هذا صدقة جارية على أمي رحمها الله.

 

كيف ترى مبادرة رئيس الجمهورية؟

اغتنم هذه الفرصة لأوجه جزيل الشكر والعرفان لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على مبادرته الطيبة والإنسانية ومن شأنها أن تبعت الحياة في نفس بلال وعائلته، وأتمنى أن تكون مبادرة رئيس الجمهورية، سُنّة حميدة يقتدي بها كل مسؤول تربطه علاقة بملف ضحايا الطرقات والمعاقين. فألف شكر لرئيس الجمهورية على هذه المبادرة.

 

كيف ترى دور البرنامج في الحد من حوادث المرور، خاصة وأنها تتسبب في ارتفاع في عدد الضحايا وتتسبب لهم في إعاقات مختلفة؟

البرنامج هو جزء من منظومة متكاملة تهدف للتقليل من حوادث الطرقات، منظمومة تتكون من مصالح الأمن والمجتمع المدني والإعلام، هذه الثلاثية يجب أن تعمل بالتنسيق فيما بينها من أجل حوادث أقل  ودور الإعلام لا يقل عن أدوار الهيئات والمصالح الأخرى.

حاورته:حاء.ع

Aucune description de photo disponible.