قرة عيني “تميم” خلق جوا استثنائيا في البيت وغيّر طعم حياتي
رغم قصر تجربتها الإعلامية التي جابت بها عدة محطات تلفزيونية من “الشروق” إلى “النهار” ليستقر بها المطاف بقناة “الجزائرية وان” في النشرة الرئيسية التي تميزت فيها بتقديمها للأخبار بطريقة احترافية ومشوقة، إنها المتألقة سهام بابا حفصي التي خصت “الموعد اليومي” بهذا الحوار الذي تحدثت فيه عن العديد من الأمور المهنية ومهنة المتاعب وأيضا عن حياتها الخاصة ويومياتها خلال الشهر الفضيل.
– ما هي مهمتك كمقدمة أخبار؟

* أولا، رمضان كريم لكل الجزائريين، وتحية خاصة لحرائر البلد اللواتي يرفعن التحدي يوميا سواء في أماكن العمل أو في المنزل. شخصيا وبخصوص مهمتي كمقدمة أخبار أقول إن غرفة الأخبار هي الفضاء الذي أستنشق فيه حب مهنة المتاعب الجميلة، فعند التحاقي بمكتبي أطلع بشكل آني على آخر المستجدات وأناقش سواء مع الزملاء في هيئة التحرير أو الصحفيين من مختلف الأقسام ورقة طريق المواعيد الإخبارية القادمة وزوايا المعالجة وأقترح قائمة بأسماء ضيوف لمناقشة الحدث الرئيسي كل يوم في النشرة الرئيسية. ولا تنتهي مهمتي عند تفاصيل التحضير التقني للموعد الإخباري، فمقدم الأخبار الناجح مطالب بالاطلاع على محتوى التقارير التي من المفترض بثها خلال النشرة وصياغة مقدمة مشوقة بأسلوب بسيط يقنع المشاهد وآخر الروتوشات تتم بين رئيس التحرير والسكريبت ومقدم الأخبار لمناقشة هيكل النشرة الرئيسية وفق منهج يراعي تدفق الأخبار ومدى أهميتها لدى المشاهد مع الحرص على إثراء النشرة بما يلبي كل أذواق المشاهدين.
واحتراما للمشاهد أقوم بمراجعة النص النهائي لغويا لتفادي أي أخطاء محتملة في النطق، وهو ما يسمى في الإعلام بالتدقيق اللغوي، أما التقديم الإخباري وهو آخر الخطوات، فأنا أعيش الخبر بكل تفاصيله حزينا كان أم مفرحا.. الغاية والهدف واحد وهو التفاعل مع المعلومة حتى تصل الرسالة للمشاهد الكريم بكل عفوية وبعيدا عن التصنع، وأظن أن التأثير في الآخر هو موهبة وهو من يفصل بين مقدم أخبار استثنائي وآخر عادي.
– هل يتدخل مقدم الأخبار في اختيار المواضيع التي يتم تقديمها في نشرة الأخبار؟

* غالبا ما يتم تحضير النشرة الإخبارية وإعدادها من طرف رئيس التحرير، فهو من يكلف الصحفيين باختيار المواضيع وهو من يحدد طريقة معالجتها، لكن بمقدور مقدم النشرة أن يقترح مواضيع يرى أنها في صلب اهتمام المواطن أو تواكب تطور الأحداث، فهو بالدرجة الأولى صحفي قبل أن يصبح مقدم أخبار، لذلك أفضل دوما أن يتلقى الصحفي في بداياته تكوينا ميدانيا مكثفا يمكنه من التحكم في تقنيات الكتابة والتحرير مستقبلا قبل أن يوجه أنظاره إلى الشاشة، وأعتقد أن القائمين على القطاع سواء في القطاع الخاص أو العام يدركون جيدا أهمية هذه الجزئية في صقل وجوه الاعلام.
– يتم استضافة ضيوف في كل مرة بنشرة الأخبار لمناقشة الموضوع المقترح،فعلى أي أساس يتم اختيار هؤلاء الضيوف؟
* اختيار الضيوف في القنوات الكبرى عمل هام يشرف عليه فريق متخصص في هذا الأمر هو من يحدد من له صلاحية الحديث في موضوع أو آخر، لكن على مستوى القنوات التي عملت بها وبحكم خبرتي المتواضعة في المجال، فإن اختيار الضيوف يمكن أن يكون بالتنسيق بين رئيس التحرير أو المشرف على النشرة ومقدم الأخبار، شريطة أن يُنسب الأمر إلى أهله، بمعنى من له القدرة على تحليل ومناقشة ما، لابد أن يكون مختصا أو متمرسا وفي الأخير مهتم وملم بالموضوع المقترح.
– الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ 22 فيفري الفارط، هل حقا حرر الاعلام؟
* الجزائر تعيش عهدا جديدا في أعقاب ثورة سلمية ألقت بظلالها على كل المجالات، وقطاع الاعلام كان أحد روافد الحراك الشعبي وانعكست التغيرات الحاصلة في البلد على أداء المؤسسات الاعلامية سواء العمومية أو المستقلة التي أصبحت تعيش على وقع سقف حرية مكفول وهامش مناورة كبير في معالجة كل الملفات بعد أن انتهى عهد مقص الرقابة والتدخلات الفوقية في مهنة الصحفي، وما يحز في نفسي أننا كصحفيين وحتى بعد الحراك الشعبي لم نستطع أن نتكتل في تنظيم مهني قوي يدافع عن كرامة الصحفي ويضمن حقوقه المهنية والاجتماعية.
– هل تؤيدين من يقول إن مواقع التواصل الاجتماعي أخذت مكان مختلف وسائل الاعلام في نقل المعلومة؟
* لا أحد ينكر أن وسائط التواصل الاجتماعي أصبحت أحد المراجع الرئيسية في تداول المعلومات الآنية ومصدرا آنيا يحظى بمتابعة كبيرة بحكم الانفجار التكنولوجي، إلا أن الاعلام التقليدي أاقصد هنا الصحافة المكتوبة والقنوات التلفزيونية لهما جمهور ثابت ويتعاطى مع الباقة الاخبارية المقدمة، والملاحظ أن القنوات التلفزيونية والصحف أصبحت تولي اهتماما بالغا لصفحاتها الرسمية على الفايسبوك وتويتر والانستغرام لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين وأعتقد أن صحافة الموبايل بدأت تستهوي الآن غالبية الجزائريين.
– ماذا عن يومياتك في رمضان؟
* يومياتي لاتختلف كثيرا عن يوميات امرأة عاملة برتبة سيدة بيت، عاداتنا وتقاليدنا لا يمكن أن نستغني عنها، وأنا كسيدة جزائرية لرمضان مكانة ونكهة خاصة في حياتي وأحاول قدر الإمكان التوفيق بين العمل والأسرة.
وأنا محظوظة كوني متزوجة بزميل في المهنة يتفهم طبيعة عملي وأهم شيء بالنسبة لي أن أضمن طاولة إفطار صحية ومتنوعة وتستجيب لأذواق زوجي.
– أكيد أن رمضان هذه السنة يختلف عن سابقيه بوجود تميم، ماذا تحكي عن الأمر؟
* يعد رمضان هذه السنة الأجمل بالنسبة لي، كيف لا والأسرة عرفت وافدا جديدا هو ثمرة زواجي “تميم” الذي خلق جوا استثنائيا في البيت وملأ أركانه حبا والحياة أصبح لها طعم آخر بوجوده بيننا.. الأطفال نعمة إلهية وتميم هو قرة عيني.
– زوجك الاعلامي بقناة “النهار” أحمد حفصي ينحدر من ولاية سوق أهراس،هل هناك أطباق سوقهراسية يطالبك بتحضيرها؟

* في الحقيقة زوجي يحب كل شيء “حار” كما يقال، وكل يوم يبدي رغبة في طبق معين . حاولت تحضير عدد من الاطباق السوقهراسية في المنزل ونجحت في ذلك، لكن تبقى أسرار الطبخ في الشرق الجزائري لغزا بالنسبة لي، لذا فتواجد حماتي في البيت في أيام شهر رمضان أمر ضروري بالنسبة لنا، وهي من تتكفل بتحضير هذه الاطباق وبالأخص طبق الشوربة فريك الذي يحمل لمسة خاصة ومذاقا مميزا وهو المفضل لدي أنا شخصيا.
– هل يتدخل زوجك في شؤون المطبخ؟
* طبعا لأنني في النهاية ألبي ذوقه الذي لايختلف عن ذوقي كثيرا.
– ما هو طبقه المفضل؟
* الأطباق التقليدية بالدرجة الاولى كالشخشوخة السوقهراسية مثلا والشوربة فريك والبريك الخاص بالشرق الجزائري.
– هل تتابعون برامج التلفزيون خلال رمضان؟
* رمضان هذه السنة جاء استثنائيا بالنظر للأحداث السياسية التي تعيشها الجزائر مع استمرار الحراك الشعبي وكل المتابعات القضائية التي تتم في حق مجموعة من المسؤولين ورجال الاعمال، تطورات أبعدتنا نوعا ما عن أجواء رمضان التي اعتدنا عليها سابقا ،لكن هذا لا ينفي وجود أعمال فنية مميزة هذا العام.
ماهو البرنامج أو العمل الفني الذي شد انتباهك مما بُرمج خلال هذا رمضان ؟
كما اطلعتك سابقا، فبحكم المهنة وضيق الوقت لم أتمكن للأسف من متابعة معظم الاعمال الفنية المعروضة خلال شهر رمضان، لكن من المسلسلات التي اثارت انتباهي على غرار باقي الجزائريين مسلسل” اولاد الحلال “الذي يسلط الضوء على واقع الأحياء الشعبية في الجزائر .ومن وجهة نظري يستحق لقب ” أحسن عمل درامي لشهر رمضان هذه السنة” ،كما أنني مجبرة على متابعة بعض البرامج التي تصنع الحدث بحكم أن زوجي يتحول الى ناقد في ثوب إعلامي شهر رمضان مثل “الرايس قورصو،” ذقيوس ومقيوس ” والمسلسل الدرامي” مشاعر”.
حاورتها: حورية/ ق