مقتطفات من السيرة النبوية.. مواقف أحزنت النبي صلى الله عليه وسلم

مقتطفات من السيرة النبوية.. مواقف أحزنت النبي صلى الله عليه وسلم

 

كان النبي كغيره من البشر، يحزن ويفرح ويبكي، فعن عبد الله بن الشخير قال: “رأيت رسول الله يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء”، وفي رواية: “وفي صدره أزيز كأزيز المرجل” رواه أحمد. وعن علي قال: “ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتُنا وما فينا إلا نائم، إلا رسول الله تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح” رواه أحمد.

– بكاؤه عند سماع القرآن: عن عبد الله بن مسعود قال: “قال لي رسول الله: اقرأ عليَّ القرآن، قال: فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري، فقرأت النساء، حتى إذا بلغت: ” فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ” النساء: 41، رفعتُ رأسي – أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي – فرأيتُ دموعه تسيل”، وفي رواية البخاري: قال: حسبك الآن، فالتفتُّ إليه، فإذا عيناه تذرفان”.

– بكاؤه على القبر: عن أبي هريرة قال: زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: “استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت” رواه مسلم. وعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله في جنازة، فجلس على شفير القبر، فبكى حتى بل الثرى، ثم قال: “يا إخواني، لمثل هذا فأعدوا” هذا لفظ ابن ماجة.

– بكاؤه لأجل أمته: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما “أن النبي تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: ” رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” إبراهيم: 36، وقال عيسى عليه السلام: ” إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” المائدة: 118، فرفع يديه، وقال: اللهم أُمتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فسلْهُ: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنُرضيك في أمتك ولا نسوؤك” رواه مسلم.