روى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، قال: ” إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس” رواه مسلم. وعن مالك بن نضلة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال: ” ألك مال؟” قال: نعم، قال: ” من أي المال؟” قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق، قال: “فإذا آتاك الله مالًا، فَلْيُر أَثرُ نعمة الله عليك وكرامته” أخرجه الترمذي. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده” أخرجه الترمذي. وهذا يدل على أن الإسلام يطلب إلى الناس التجمل. ولكنه ينهى عن ثياب الشهرة، التي تقصد للاشتهار بين الناس بسبب نفاستها وتميزها، والتي إنما تلبس تفاخرًا بالدنيا وزينتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من لبس ثوب شهرة، ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا مثله” وفي رواية: ” ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة، ثم تلهب فيه النار” اخرجه ابن ماجه وأبو داود.
وواضح أن هذا الثوب إنما يدفع إليه الكبر والتعالي على الناس. وربما كانت الحكمة في النهي عن تطويل الثوب هذا المعنى نفسه. فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ” ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار” أخرجه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم يلبس ما تيسر له، فقد لبس الصوف تارة، ولبس القطن، ولبس الكتان. وقد لبس الخشن والغليظ، ففي حديث مسلم، عن عائشة قالت: ” خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مُرَحَّل من شعر أسود” رواه مسلم، وأخرج الشيخان عن أبي بردة قال: ” أخرجت إلينا عائشة كساءً وإزارًا غليظًا، فقالت: قبض روح النبي صلى الله عليه وسلم في هذين” متفق عليه. ولبس صلى الله عليه وسلم الناعم والجميل، فعن البراء بن عازب قال: ” رأيته صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء، لم أر شيئًا قط أحسن منه” متفق عليه. وقالت أم سلمة رضي الله عنها: ” كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص” أخرجه الترمذي.