مفدي زكريا في الذكرى الـ47 لرحيله.. الدعوة إلى ضرورة ترجمة أعمال “شاعر الثورة الجزائرية” إلى لغات العالم

مفدي زكريا في الذكرى الـ47 لرحيله.. الدعوة إلى ضرورة ترجمة أعمال “شاعر الثورة الجزائرية” إلى لغات العالم

مرت، السبت، الذكرى الـ47، لرحيل الشاعر الجزائري مفدي زكريا (1908 – 1977)، في تونس التي تقاطعت حياتُه معها أكثر من مرّة؛ فقد انتقل إليها، في بداية شبابه، لإكمال دراسته في “مدرسة السلام القرآنية” ثمّ في “المدرسة الخلدونية” ثمّ في “جامع الزيتونة”، وعاد إليها للعلاج على يد فرانس فانون من آثار التعذيب في “سجن بربروس” الذي قضى فيه ثلاث سنوات بين 1956 و1959 بسبب انضمامه إلى الثورة الجزائرية (1954 – 1962)، ثمّ أخيراً في عام 1977.

ويرتبط اسم مفدي زكريا بالثورة الجزائرية التي ناضل في صفوفها وكتب نشيدِها “قسماً” في السجن عام 1955 بطلبٍ من المناضل عبان رمضان، والذي لُحّن مرّات عديدة قبل أن يستقرّ على لحن الفنّان المصري محمد فوزي عام 1957، ويُصبح لاحقاً النشيد الرسمي للدولة الجزائرية؛ وهو واحدٌ من قصائده الوطنية الكثيرة؛ وأبرزها “من جبالنا طلع صوت الأحرار” (1932) و”فداء الجزائر روحي ومالي” (1936)؛ النشيد الرسمي لحزب “نجم شمال أفريقيا” الذي أسّسه “زعيم الحركة الوطنية الجزائرية”، مصالي الحاج، عام 1926. صدرت لمفدي زكريا، عدّة دواوين؛ من بينها: “تحت ظلال الزيتون” (1965)، و”إلياذة الجزائر” (1972)، و”اللهب المقدّس” (1973). غير أنّ عدداً من دواوينه لا تزال مخطوطةً إلى اليوم، كما أنّ نصوصه لم تُترجم إلى لغات أُخرى؛ وهو ما أشار إليه المشاركون في ندوةٍ أُقيمت، في “مكتبة نور الدين صحراوي” بمدينة سكيكدة تحت عنوان “الشعر والثورة: مفدي زكريا نموذجاً”. وفي هذا السياق، تحدّث حاج موسى بن عمر، وهو أستاذ التاريخ الحديث والمُعاصر في “المدرسة العليا للأساتذة” بالجزائر العاصمة ورئيس “مؤسّسة مفدي زكريا” عن ضرورة ترجمة أعمال “شاعر الثورة الجزائرية” إلى لغات العالَم “حتى يجري الاستلهام منها”، مشيراً إلى وجود مشروعَين لترجمة “إلياذة الجزائر” إلى اللغة الأمازيغية. من جهته، اعتبر الأكاديمي صالح بلعيد، أنّ مفدي زكريا “كان أحد صانعي مجد الثورة الجزائرية بقلمه، وأنّه ألهم الكثير من الشعراء داخل الجزائر وخارجها”. قد تخللت هذه الندوة التي احتضتنها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “نور الدين صحراوي” بوسط المدينة قراءات شعرية لعدة شعراء من مختلف ولايات الوطن وكذا مداخلات تمحورت بالأساس حول السيرة الذاتية للشاعر و قصائده إضافةً إلى قراءات شعرية لعدد من الشعراء الجزائريين.

ف.ق