مفارغ عشوائية في قلب أحياء وشوارع العاصمة

مفارغ عشوائية في قلب أحياء وشوارع العاصمة

لم يستغرق الأمر أكثر من أسبوع عن حلول الشهر الفضيل حتى فقد العاصميون سيطرتهم على نفاياتهم وتشكلت المفارغ العشوائية وتكومت القاذورات المنزلية هنا وهناك، مفسدة عمل أشهر من المتابعة والحرص على تنظيف المحيط وحماية البيئة في أعقاب التزام مصالح البلديات بإجراءات الحد من وباء كورونا، غير أن الواقع نسف بكل الجهود المبذولة وأعاد كثير من البلديات لا سيما الشرقية منها إلى نقطة الصفر وأعاد معها صور الفوضى وانتشار الحيوانات الضالة والحشرات مع الروائح الكريهة. وأمام هذه الوضعية، اتهم الصائمون المسؤولين بالفشل في إدارة ملف التطهير، في مقابل الاشارة بأصابع الاتهام إلى تراجع أداء مؤسسة “اكسترانات” التي تشكو نوعا من عدم الاستقرار مع افتقارها لبعض الامكانيات، ضف إليها سلوكات غير حضارية لعدد من المواطنين الذين يتخلصون من نفاياتهم في كل مكان وكل وقت ووجود فئة أخرى تستولي على الحاويات.

تعددت الأسباب في ظاهرة عودة النفايات بقوة إلى شوارع وأحياء العاصمة وتنوعت، لكنها جميعها تصب في عجز السلطات عن التحكم في الملف الذي لا تدخر أي جهد لتسويته وتنفق لأجله الكثير، والدليل هو استقرار المشكل في كل ركن وكل زاوية وسط تذمر الكثيرين الذين لجأوا الى الوسائط الإلكترونية لكشف وفضح المشكل عسى أن يجد له طريقا للحل سيما في هذا الشهر الكريم الذي يفقد فيه الكثيرون السيطرة، فيزداد الاستهلاك وتزداد معه كمية النفايات، إذ وعلى الرغم من مرور شاحنات نقل القمامة على الأحياء وأعوان النظافة يقومون بكنس الشوارع وتنظيفها بشكل دوري، تعرف أغلب طرقات وأرصفة الشوارع تدهورا كبيرا في مجال النظافة، خاصة وأن الأوساخ والقمامة تغزو أزقتها، فقد تحولت الطرق إلى مكبّ لمختلف النفايات، فالمار في أي زقاق يلاحظ أكوام الأوساخ في كل مكان، كما يلاحظ أيضا تواجد مفرغات عمومية عشوائية، وبالتالي انتشار كمية كبيرة من القاذورات على الأرصفة المحاذية لها، مما يؤدي إلى تشويه المنظر العام أولا ويدفع المارة إلى المشي في الطريق وتعرضهم لخطر السيارات ثانيا كما وقع بالدويرة عند إلقاء مخلفات الدواجن. وفي هذا الشأن يقول بعض المواطنين إن سبب هذه الظاهرة ليس نقص أعوان النظافة، ولا تقصيرهم في العمل، لكن السبب هو أن بعض السكان لا زالوا يقومون ببعض التصرفات غير المسؤولة التي قامت بتشويه الصورة العامة، بحيث يقومون بإخراج النفايات المنزلية في كل وقت متجاهلين الفترة التي حددتها مصالح البلدية لرفع القاذورات، مما يجعل هذه الأخيرة قبلة للحشرات الضارة ومصدرا للروائح الكريهة، بالإضافة إلى مختلف الحيوانات الضالة التي تساهم في بعثرة هذه القاذورات في المكان، كما أدت الأعطاب المتكررة التي تصيب الشاحنات الدكاكة، إلى تأخر جمع النفايات المنزلية بعدة بلديات، التي تحولت نقاط الرمي بها إلى شبه مفارغ عمومية وسط الأحياء السكنية، خاصة ببعض البلديات التي تتوقف فيها عمليات الجمع لعدة أيام، مثلما حدث مؤخرا ببلديات شرق العاصمة، على غرار الرويبة والرغاية وغيرهما.

وقد انعكست هذه الوضعية على نوعية الخدمات المقدمة فيما يتعلق بنظافة الأحياء التي أصبحت في حالة يُرثى لها بسبب انتشار النفايات وتجميعها في مكانها لعدة أيام، ما أدى إلى تشويه المحيط وانتشار الحشرات الضارة خاصة البعوض والكلاب الضالة، وكذا الروائح الكريهة. وقد أثار ذلك قلق سكان الأحياء التي تعاني من هذه الوضعية، ويتساءل المواطنون عن مدى قدرة مؤسسة _إكسترانت_ على تحمل المسؤولية فيما يخص رفع القمامة في الشهر الفضيل، في ظل عدم الاستقرار الذي تعرفه هذه الأخيرة، والتي عرفت تغيير مديرها العام الذي تم تعيينه في جانفي الماضي قبل أيام فقط، إلى جانب قلة الإمكانيات اللازمة للقيام بمهمة جمع النفايات وتوفير الإطار المعيشي المناسب للمواطنين.

إسراء. أ