مفاجأة ترامب المدوية .. ليلة الفوز بالرئاسة الأمريكية

elmaouid

فى مفاجأة مدوية، تمكن المرشح الجمهورى دونالد ترامب، من الفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد حصده أكثر من 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابى متقدماً على منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، برغم ترجيح كافة استطلاعات الرأى السابقة كفة الأخيرة، فبعد منافسة انتخابية هى الأشرس على الإطلاق فى تاريخ الانتخابات الأمريكية، أصبح ترامب الرئيس رقم 45 ، خلفاً للمنتهية ولايته باراك أوباما الذى يغادر منصبه يناير المقبل.

اكتملت فصول إحدى أكثر المعارك الانتخابية تنافسية وإثارة للجدل في تاريخ الولايات المتّحدة، بفوز المرشّح الجمهوري، دونالد ترامب، مع إعلان النتيجة صباح الأربعاء. السباق المحتدم على مدار أكثر من عام،

والمحفوف بالكثير من السجال والخطاب المشحون واجترار الفضائح بين ترامب ومنافسته الخاسرة، هيلاري كلينتون، انتهى على النحو الذي لم يتوقّعه كثيرون، ليمثّل ذلك سبباً إضافيّاً لدخول هذه الانتخابات، غير التقليدية، تاريخ الولايات المتّحدة من أوسع أبوابه.

 

ترامب يهزم استطلاعات الرأي

 

فوز ترامب، القادم من قطاع الأعمال، وصاحب التجربة السياسية المتواضعة، والخطاب الشعبوي المعادي لـ”الآخرين” من أبناء الأقليات والديانات المختلفة، لم يكن أمراً مستبعداً بالنسبة لكثيرين من المتابعين عبر العالم فحسب، بل ربّما مثّل الأمر مفاجأة لجمهوره وأعضاء حزبه قبل الجميع، فالرئيس الأميركي الجديد لم يكن في طليعة الاستطلاعات، ولم يكن مفضّلاً بالنسبة للنخب الاقتصادية والسياسية والأمنية المنضوية تحت منظومة الحكم الراسخة في الولايات المتّحدة. المرشّح الجمهوري، سابقاً، ظلّ متقدّماً على مدار عمليّة فرز الأصوات أمس، ومع إغلاق المزيد من مراكز الاقتراع، بات أمر فوزه مسألة وقت فحسب. عمليّة الفرز نفسها كشفت مفاجآت خالفت التوقّعات، فترامب حصد الفوز في ولايات متأرجحة، كفلوريدا وأوهايو وساوث كارولاينا، كان لها أثرٌ حاسم في وصوله إلى البيت الأبيض، في حين، وعلى عكس المتوقّع، نافس بشدّة في ولايات كانت تعتبر محسومة سلفاً لكلينتون، مثل فيرجينيا، التي تقدّم فيها خلال الفرز الأوّلي، قبل أن تذهب أصواتها لغريمته في النهاية.

 

ترامب حسم السباق لصالحه في

أهم الولايات الأمريكية

 

كان التصويت في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية حاسما في السباق الرئاسي الحالي، بحيث تمكن ترامب من الحصول على 274 من أصوات المجمع الانتخابي بعد فوزه في بنسيلفانيا (20 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي) بعد حصوله على نحو 48,9% من أصوات الناخبين في هذه الولاية، مقابل 47,6% لمنافسته هيلاري كلينتون. ويضمن حصول ترامب على 274 من أصوات المجمع الانتخابي فوزه في الانتخابات الرئاسية، لأن تحقيق الفوز في الانتخابات يتطلب الحصول على 270 صوتا على الأقل. يذكر أن مرشح الحزب الجمهوري فاز في ولايات فلوريدا (29 من أصوات المجمع الانتخابي) وأوهايو (18 صوتا) وكارولينا الشمالية (15 صوتا)، وهي أهم الولايات الأمريكية المتأرجحة، بما سمح له بتحقيق التقدم الكبير على منافسته قبل حسم السباق الرئاسي نتيجة فوزه في بنسيلفانيا.

 

فوز ترامب يحدث موجة من ردود الفعل الدولية

 

بدأت تتوالى ردود الفعل الدولية، بمجرد الإعلان عن إسم الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية.ويخلف ترامب الرئيس باراك أوباما، الذي تولى الحكم لعهدتين عن الحزب الديمقراطي المنهزم في سباق الرئاسيات. وقال الرئيس المنتخب، في كلمة ألقاها أمام جمع من مناصريه، أن منافسته هيلاري كلينتون اتصلت به هاتفيا وهنأته بالفوز في الانتخابات.وأكد ترامب أنه سيعمل في منصب الرئاسة على إجراء إصلاحات مهمة في البلاد، وعلى إقامة علاقات جيدة مع كافة الدول التي ترغب في إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وفي السياق بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تهنئة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وتمنى له النجاح والتوفيق في العمل المسؤول بعد توليه منصب رئيس الدولة. وقال بوتين، ، أنه يأمل في العمل سويا مع ترامب من أجل إخراج العلاقات الروسية الأمريكية من حالة الأزمة، ومن أجل حل القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي، والبحث عن ردود فعالة على التحديات التي يواجهها الأمن العالمي.أما الإتحاد الأوروبي، فأمد على لسان مسؤولة السياسة الخارجية فيدريكا موجيريني، الأربعاء مواصلة العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة. و قالت موجيريني أن العلاقات مع واشنطن “أعمق من اي تغيير سياسي”. ومن جانبه هنأ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في تغريدة في حسابه على تويتر،الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية. 

 

لماذا فاز ترامب؟..

المرشح الجمهورى غازل مخاوف الأمريكيين من الهجرة والإرهاب

 

ربما يكون فوز دونالد ترامب المرشح الجمهورى المثير للجدل مفاجئا للبعض ومحزنا للبعض الآخر، ولكن بالنسبة للأمريكيين الذين صوتوا من أجل فوزه، فهو حقق المعجزة، بعد حملة إعلامية شرسة من قبل منافسته هيلارى كلينتون، التى حظيت بتأييد كبرى الصحف والمجلات، بل وحظيت بتأييد سياسى وفنى كبير.

 

لم يدخر المرشح الجمهورى جهدا فى إغضاب الأقليات فى الولايات المتحدة باستخدامه تعبيرات غير لائقة تستهدفهم مثل اللاتينيين الذى وصفهم بالمغتصبين، ومع ذلك، شكل موقفه من الهجرة إطار حملته الانتخابية. وحاول ترامب بعد ذلك تغيير موقفه، فبدلا من الدعوة لبناء حاجز على الحدود لمنع دخول اللاتينيين، دعا لطرد المهاجرين غير الموثقين من الولايات المتحدة، الأمر الذى اعتبره الخبراء أمرا يضر بالاقتصاد الأمريكى، لأنه يأخذ الكثيرون من سوق العمل. ثم غير وجهة نظره، وأكد أنه سيبدأ فى ترحيل المهاجرين غير القانونيين الذين لديهم سجل إجرامى. كما حذر ترامب من المهاجرين الذين يأتون من المناطق التى يوجد بها “الإرهاب”. وبرغم لغته المثيرة للجدل، إلا أنها لاقت ترحيب لدى الأمريكيين القلقين مما يحدث حولهم فى العالم. وتقول روث شيرلوك الكاتبة البريطانية فى مقال لها بصحيفة “التلجيراف” البريطانية، إن تبنى ترامب لفكرة إصلاح الداخل، لاقى ترحيب كبير بين الأمريكيين، الذين شهدوا خلال العقد الماضى تابعيات حربين فى العراق وأفغانستان، فهو ركز على “تقليل التأثير الفاسد للمصالح الخاصة”. وقال أثناء حملته الانتخابية إن “بلدنا سيصبح بلد كرم ودفء وأمن ونظام؛ لأن الازدهار لن يحصل فى غياب القانون والنظام”؛ مشيرا إلى أن نسبة الجريمة فى 50 مدينة أمريكية كبيرة ارتفعت إلى 70 فى المائة، وأن 4 من كل عشرة أطفال أمريكيين من أصول أفريقية يعيشون فقراء، و14 مليون شخص فقدوا وظائفهم. وأن الفساد بلغ فى الولايات المتحدة مستويات عالية.وانتقد ترامب منافسته كلينتون، معتبرا أن القرارات التى اتخذتها “غير عقلانية” أدت إلى “أحداث كارثية تتطور حاليا”. وقد انتقد ترامب سياسة واشنطن إزاء سوريا وإيران والناتو. وأعلن أنه سيطلب من جميع حلفاء الولايات المتحدة دفع ثمن حمايتهم عسكريا من جانب الولايات المتحدة.وقال “سوف نعيد بناء جيشنا المنهك، وسوف نطلب من البلدان التى نحميها بتكلفة عالية، بدفع حصتهم من ذلك”.تعهد ترامب بألا يلتزم بتقاليد الحزب الجمهورى المتعلقة بتأييد التجارة الحرة، وقال إنه سيفرض سياسات “حمائية” لغلق الحدود الاقتصادية للولايات المتحدة. واعتبرت روث أن ترام سيعيد التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا الشمالية مع كندا والمكسيك. وسيلغى اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادى، وهو الاتفاق التجارى المثير للجدل بين 12 دولة.ورغم أن الاتفاق يعمق العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول، إلا أنه يزيد التنافس بين القوى العاملة فى أسواق تلك الدول.

 

لماذا فاز ترامب؟..

الضرائب والعمال ..معركة الحسم في السباق الرئاسي

 

سعى المرشح الجمهورى دونالد ترامب لاكتساب قوة دفع بين الناخبين بالتركيز على الجانب الاقتصادى، عن خطط لإعفاءات ضريبية جديدة ووقف العمل بقواعد تنظيمية، الأمر الذى لاقى ترحيبا بين طبقة العمال.وقال ترامب إن خطته تتضمن فرض تعليق مؤقت على إصدار قواعد اتحادية جديدة وخفض معدلات ضرائب الدخل والشركات ومخصصات جديدة للآباء والأمهات العاملين الذين يتحملون تكاليف رعاية أطفال.واعتمد ترامب على انتقاد خطة هيلارى الاقتصادية، والتى قال إنها ستضر الطبقة العاملة برفع الضرائب عليها. كما قال إن نظام الرعاية الصحية التى تبنته كلينتون، -مستأنفة بذلك نهج سلفها باراك أوباما- يكلف الأمريكيين أكثر مما ينبغى.

 

لان سياسته تثير حفيظة أسواق المال

فوز ترامب يحدث زلزالا في سوق النفط والعملات

 

تثير السياسة الاقتصادية للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، مخاوفَ جدية لدى المستثمرين، وذلك لما تنطوي عليه من مجازفات كبيرة قد تؤدي إلى عواقب كارثية على الاقتصاد الأميركي، إذ سبق لترامب أن لوح بشنّ حرب تجارية على المكسيك والصين، كما كان نادى قبل فوزه وخلال حملته الانتخابية بخروج الولايات المتحدة من منظمة التجارة العالمية.

 

وقبل فوزه برئاسة الولايات المتحدة، كانت نقطة واحدة فقط تقدم بها ترامب مطلع الشهر الجاري، كفيلة لإثارة قلق المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية.ودفعت حينها نقطة التقدم اليتيمة في سلة ترامب الانتخابية الأسواق للتفاعل بشكل ملحوظ أثناء التداولات، مع ما يعرف بالملاذات الآمنة كالذهب والين والفرنك السويسري، التي تهافت عليها المستثمرون ليتركوا الدولار الأميركي يرزح تحت ضغوط السوق، وليسجل مؤشره أدنى مستوى له في 3  أسابيع.ويعزو الاقتصاديون التوتر الذي أصاب الأسواق بعد تراجع المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلنتون، إلى حاجة سوق المال للاستقرار وحساسيته المفرطة تجاه عدم اليقين، إذ تثير شخصية ترامب ومواقفه المثيرة للجدل حيال عدد من القضايا لاسيما الاقتصادية، حفيظة السوق وتدفع المستثمرين إلى العزوف عن المغامرة برؤوس الأموال، ما قد يؤدي إلى حدوث انكماش اقتصادي.وتوقعت تقارير اقتصادية عدة أن يكون لفوز ترامب في حال حدوثه تداعيات دراماتيكية على بورصات الأسهم والأسواق الناشئة والقارة الأوروبية وأيضا على البيزو المكسيكي، فيما ذهب البعض إلى ترجيح وقوع انهيار في السوق وانزلاق العالم إلى الركود، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن الخبير الاقتصادي من معهد ماساشوسيتس سيمون جونسون.كما توقع معهد بترسون للاقتصاد أن تدفع سياسات ترامب الاقتصادية المتوقعة بالبلاد نحو الهاوية، إذ يؤيد ترامب اتباع سياسات معارضة للنظريات التجارية، ورفع الرسوم على الصادرات المكسيكية والصينية بنسب كبيرة، فضلاً عن احتمالية الانسحاب من منظمة التجارة العالمية.

في اول كلمة له بعد الفوز

دونالد ترامب.. سأكون رئيسا للجميع

 

تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في كلمة له للشعب الأمريكي، مباشرة بعد إعلان فوزه بأن يكون رئيسا لكل الأمريكيين، وأن يعمل على مضاعفة النمو الاقتصادي وتحقيق حلم الأمريكيين.متعهدا لكل مواطن في الولايات المتحدة بانه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين”.واعتبر ترامب أن حملته الانتخابية لم تكن مجرد حملة بل “حركة تشمل كل الأطراف والأديان والمعتقدات والذين يتطلعون لحكومة تخدم الشعب الأمريكي”