مفاتيح الأسرة السعيدة

مفاتيح الأسرة السعيدة

 

– إذا أردنا تحقيق السعادة الأسرية، وأن نجعل بيوتنا منابعَ الطمأنينة والسكينة، فلا بد من التضحية بأشياء كثيرة؛ منها: الوقت، والمال، والجهد، فالناجحون يجعلون الأسرة أهمَّ مشروع لديهم، والثروة الحقيقية التي يستثمرون فيها، فيعطونها الاهتمام والعناية؛ انطلاقًا من المسؤولية المُلقاة عليهم، ” كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ” متفق عليه.

– التفاهم بين الزوجين من أهم مفاتيح السعادة الأسرية، ومُفاده أن يتفهَّمَ كل واحد منهما نفسية شريكه واحتياجاته ومشاعره، وما يحب ويكره، وأن يحترم خصوصيته، ويحاول إشباع حاجته، وتحقيق رغبته بالمعروف، وهو ما لم يكن فيه إثم أو خروج عن العرف والعادة. والأسرة السعيدة تتفاهم فيما بينها، فيسودها الوئام والتعاون، ويحفُّها الحب والاحترام.

– الأسرة السعيدة تُوزَّع فيها الأدوار بين الرجل والمرأة، ويتفهم كل واحد دوره ووظيفته على أحسن وجه؛ فمثلًا الرجل يقوم بدوره في القوامة والنفقة والتربية، ويكدُّ ويكدح في توفير لوازم الأسرة، وتهيئة المناخ الملائم للحياة الكريمة، وتقوم المرأة بتنظيم وترتيب البيت، وجعله واحةَ أمنٍ وراحة للزوج والأولاد، وحصنًا لتربية الجيل.

– يحاول الزوجان أن تبقى الأسرة وحدة متماسكة، لا تقبل التفكك والتشتت والإهمال، وأن تبقى حصنًا منيعًا وحضنًا دافئًا للذرية من الأولاد والبنات، فلا يتصارخان فيما بينهما، ولا يتشاجران، بل يصبر أحدهما على الآخر؛ حفاظًا على كِيان الأسرة ووحدتها وتماسكها، وحرصًا على حماية الأطفال الصغار من الضياع نتيجة الاختلافات الأسرية، ولنعلم أن الكمال المطلق لله تعالى، والمثالية الزائدة ليست من مصلحة الأسرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ” لا يفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كرِه منها خلقًا، رضيَ منها آخر” رواه مسلم.

– مع وجود الفروقات الجسمية والنفسية والفكرية التي أوجدها الله تعالى بين المرأة والرجل لحكمة ربانية: ” وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ” آل عمران: 36، إلا أن دورهما تكامليٌّ في الحياة، وكلاهما معين وقوة وستر للآخر؛ قال تعالى ” هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ” البقرة: 187، والأسرة السعيدة المترابطة تعمل برُوح جسد واحد وفريق واحد، وتتحمل المسؤولية، وتوزع الأدوار بين أفرادها؛ حيث يقوم كل واحد بواجباته ومهامه، ويعرف حقوقه والتزاماته في تكميل صرح السعادة الأسرية.