ي خطوة من شأنها أن تفاقم التوتر القائم أصلا في العاصمة الليبية وتزيد من تعقيد الأزمة السياسية في ليبيا، أُعلن في طرابلس عن تشكيل قوة عسكرية تابعة للسلطة الموازية التي يقودها خليفة غويل رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ التي كانت تسيطر قبل مارس 2016 على غرب البلاد.
وفي أحدث تحد لحكومة الوفاق الوطني أعلن محمود الزقل وهو قيادي عسكري موال للغويل تشكيل “حرس وطني” قال إنها قوات ستكون مسؤولة عن تأمين مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية ، ووصلت قوات الزقل إلى طرابلس قادمة من مصراتة وهي مسقط رأس الغويل في قافلة ضمت عشرات المركبات مما تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة مع جماعة مسلحة موالية لحكومة الوفاق الوطني في حيين جنوب العاصمة هما صلاح الدين وأبوسالم، وأجليت أغلب البعثات الدبلوماسية من طرابلس بعد معارك شرسة في 2014 لكن السفارتين التركية والإيطالية استأنفتا العمل الشهر الماضي، .وتنذر هذه الخطوة باشتعال الصراع المسلح مجددا في طرابلس التي يخيم عليها التوتر منذ أشهر في ظل اشتباكات دموية تطل برأسها بين الفينة والأخرى، وسط مخاوف من تفجر حرب أهلية.وقال بيان صادر عن قوات الزقل الجديدة التي أطلقت على نفسها اسم “الحرس الوطني”، نشرته وسائل إعلام محلية، إن القوة بدأت عملها للمساهمة في الاستقرار والتعاون مع “كافة المؤسسات الأمنية لتحقيق أهدافها”.وأشار البيان إلى “عزم الحرس الوطني الحد من مظاهر انتشار فوضى السلاح والهجرة غير الشرعية التي تشكل تهديدا لأمن واستقرار الوطن والدول المجاورة لنا وحماية سفارات الدول والبعثات الدبلوماسية وتوفير الأمن لرعاياها داخل الوطن”.ولم يعلن البيان صراحة تبعية تلك القوة لحكومة “الإنقاذ” الليبية غير المعترف بها دوليا، غير أن رئيس تلك الحكومة أعلن في ديسمبر 2016 أنها تسعى لتأسيس قوة حرس وطني، وقالت وسائل إعلام محلية إن تلك القوة تتبع حكومة الغويل بالفعل.
وبين الحين والآخر تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات بين كتائب مسلحة، بعضها يتبع حكومتي الإنقاذ أو الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج المعترف بها دوليا والبعض الآخر لا يتبع أي سلطة.وكانت آخر تلك الاشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الإنقاذ وأخرى تابعة لحكومة الوفاق في مناطق مشروع الهضبة جنوبي طرابلس، بحسب مصادر متطابقة لم تعلن عن سقوط ضحايا.ومنذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، تعاني ليبيا من انفلات أمني وانتشار السلاح فضلا عن أزمة سياسية.وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود ثلاث حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس وهما الوفاق الوطني والإنقاذ، إضافة إلى الحكومة المؤقتة بمدينة البيضاء (شرق) والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.
ويأتي الإعلان عن تشكيل قوة الحرس الوطني بينما يتوقع أن تشهد العاصمة الليبية المزيد من التوترات الأمنية، حيث فشل فايز السراج في تثبيت سلطته.وتسير الأمور في طرابلس على عكس ما كان يخطط له السراج المدعوم دوليا، حيث أضعف سوء الوضع الأمني وأزمة السيولة موقعه بعد أن حظي في الأشهر الأولى من حكمه بدعم حتى من قبل ميليشيات كانت تدعم في السابق حكومة الغويل.
**
سلام فياض يتجه لخلافة مارتن كوبلر
ترشيح رئيس وزراء فلسطين الأسبق مبعوثا أمميا في ليبيا
طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، رئيس مجلس الأمن الدولي بتغيير المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، برئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض.
وأشار غوتيريس في رسالة بعث بها إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي فلاديمير يلتيشينكو إلى نقل رغبته هذه إلى أعضاء مجلس الأمن لمناقشتها مع قرب انتهاء فترة مهام المبعوث الحالي، مارتن كوبلر، في 15 من سبتمبر المقبل.
وتم تسريب رسالة موقعة باسم غوتيريس على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بطلب تعيين فياض مكان كوبلر.وكان الدبلوماسي الألماني، مارتن كوبلر، قد تولى مهام رئاسة البعثة الأممية في ليبيا في نوفمبر من العام الماضي لمواصلة جهود سلفه الإسباني، برناردينو ليون.