مع تربية الأبناء  

مع تربية الأبناء  

 

إن من أكبر الأمانات وأعظم المسؤوليات تربية الأبناء، قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ” التحريم:6. وعلى الأب أن يراعي في التربية الأمور التالية:

أولًا: اختيار الزوجة الصالحة: وهي أول خطوة من خطوات التربية، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، وليدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”. وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”.

ثانيًا: الإخلاص لله في التربية: واحتساب الأجر على الله فيما يبذل فيها من جهد أو مال، لا ليقال إنه أحسن فيها، أو يشار إليه بالبنان، قال تعالى ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” البينة: 5. فالتربية عبادة من أجل العبادات، لما يترتب عليها من منافع خاصة وعامة، ولما فيها من المشقة والعناء.

ثالثًا: تعويد الأولاد على العبادات: وحثهم عليها بالرفق والحسنى منذ الصغر، ليألفوها ويحبوها، قال تعالى ” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ” طه: 132. روى أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”. وفي رواية: “علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر” الترمذي.

رابعًا: تجنيبهم المحرمات والمنكرات: وتحذيرهم منها، وغرس بغضها في قلوبهم لما تجره عليهم من ويلات في الدنيا والآخرة، وبعض الآباء لا يهتم بهذا، بحجة أنهم صغار وغير مكلفين، وهذا خلاف ما كان عليه المعلم الناصح صلى الله عليه وسلم. روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنه تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “كخ، كخ” ليطرحها، ثم قال: “أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة؟!”.

خامسًا: إبعادهم عن جلساء السوء، وتوجيههم إلى مصاحبة الأخبار والصالحين: روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”. وبعض الآباء هدانا الله وإياه لا يعرف أين يذهب أبناؤه، ولا من يصاحبون، ولا كيف يقضون أوقاتهم.

سادسا: حماية الأبناء من وسائل الإعلام السيئة:  فمن العوامل التي تؤدي إلى انحراف الأبناء وتدفعهم إلى ارتكاب الجريمة والسير في مهاوي الرذيلة ما يشاهدونه في القنوات الفضائية وعلى شاشة التلفاز من أفلام خليعة، وكذلك أفلام الكرتون السيئة التي تحتوي على كثير من المخالفات الشرعية في العقيدة والسلوك، مع تساهل كثير من الناس بها، وغفلتهم عما تحتويه من الشرور العظيمة.

سابعا: تعليمهم أمور الإسلام وغرس تعظيم الله في قلوبهم: وحبهم له، وتحبيب النبي صلى الله عليه وسلم إليهم وبيان فضله وفضل الاقتداء به، وتعليمهم الآداب الحسنة والأخلاق الكريمة كآداب اللباس، والمسجد، والطعام والشراب وأذكار الصباح والمساء، واحترام الكبير، والأدب مع الزملاء والأصدقاء، وتعوديهم على الكلام الحسن وتجنيبهم الألفاظ القبيحة، والنظافة في البدن والثياب، وغير ذلك من جميل الآداب وكريم الخصال.

 

من موقع الالوكة الإسلامي