عاد التلاميذ، هذا الأسبوع، إلى مدارسهم بعد انقضاء العطلة الشتوية التي دامت أسبوعين بمختلف الأطوار المدرسية، وذلك بعد نهاية الفصل الأول، الذي يعد أطول فصول السنة الدراسية.
أصيب العديد من أولياء الأمور عند نهاية الفصل الأول بنوبات عصبية بسبب النتائج المدرسية التي تحصل عليها أبناؤهم والتي كانت غير مرضية بالنسبة للعديد منهم، الأمر الذي جعل الكثير من الأولياء يتخذون إجراءات صارمة ضد أبنائهم فيما يخص الدراسة لتفادي تلك النتائج خلال الفصل الثاني، خاصة وأن الدراسة أصبحت تتخللها العديد من الصعوبات ككثافة البرنامج وصعوبته وتسارع وتيرة الدروس التي يشتكي منها الأولياء.
عقوبات وممنوعات بسبب النتائج
تحدثنا مع بعض الأولياء الذين أبدوا امتعاضهم وغضبهم من النتائج التي تحصل عليها أبناؤهم، وكانت أول من تحدثنا إليها السيدة “فريدة” البالغة من العمر 44 عاما متزوجة وأم لأربعة أطفال، اثنان منهما في الطور الابتدائي والثالث في الطور المتوسط، هاته الأخيرة كانت ناقمة جدا على نتائج أبنائها الدراسية ولم تكن راضية عنها، فالطفل الذي يدرس سنة أولى متوسط تحصل على معدل 8.56 من 20 أي أنه تحصل على معدل ما دون المتوسط، في حين أن الطفلين اللذين يدرسان في الطور الابتدائي فقد تحصلا على نقاط متوسطة جدا، فالبنت في السنة الثانية تحصلت على معدل 6 على 10، أما الطفل الثالث في السنة الرابعة فقد تحصل على معدل 5.75 من 10 وهي نتائج خيبت ظن الأم كثيرا لأنها كانت تأمل كثيرا أن تحصل الفتاة على معدل 7 من 10 وقد خيبت أملها كثيرا وما زاد من حدة غضبها نتائج ابنها البكر في الطور المتوسط الذي لم يتحصل على المعدل من فصله الأول، وهو الأمر الذي زاد من مخاوفها من الرسوب المدرسي إن استمر على هاته الطريقة، وحتى تتفادى هذه الأم مثل هذه النتائج خلال الفصل الثاني عاقبت أبناءها الثلاثة وذلك بمنع الذكور من ألعاب الفيديو المفضلة لديهما مع حرمانهما من الخروج إلى الشارع إلا برفقتها فقط، كما أنها منعت البنت من الذهاب إلى بيت خالتها مثلما كانت تفعل كل عطلة.
من جهتها، قالت السيدة “فتيحة” التي تبلغ من العمر 49 ربيعا، إنه لديها مشكل نتائج مع ابنها أيمن تلميذ سنة أولى في الطور الثانوي، هذا الأخير تحصل على معدل 7.89 من 20 خلال الفصل الأول من السنة الدراسية الحالية، في حين وحسب الأم، فإن بقية أشقائه تحصلوا على نتائج مرضية جدا، وهو ما جعلها تصاب بنوبة غضب كبيرة.
الخبراء يحذرون من عقوبة الأبناء
يتجه اهتمام العارفين بشؤون الأطفال إلى تحذير الأولياء، خاصة الأمهات، من سوء معاملة أبنائهم بسبب العلامات الضعيفة، خاصة أن من أخطر نتائجها، هروب الأبناء من المنازل خوفا من العقاب، مما يجعلهم عرضة للخطر، وعن هذا الموضوع تحدث بعض الممثلين عن جمعيات أولياء التلاميذ والهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، البداية كانت مع خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ، الذي قال إن الأولياء عادة ما يتسرعون في التعامل مع نتائج أبنائهم، خاصة الأمهات، ويبالغون في رد فعلهم وينسون أن مرافقة الأبناء تبدأ منذ اللحظة التي يشرع فيها التلميذ بالتعلم، وليس أيام الاختبارات فقط، بمعنى أن العملية التربوية لا تبدأ عند ظهور النتائج، إنما ينبغي للأب والأم مرافقة أبنائهم والتواصل مع معلميهم، ومحاولة معالجة النقائص المسجلة في بعض المواد خلال الموسم الدراسي.
وبالمناسبة، يقول “نطلب من الأولياء ونحن نعيش هذه الفترة الصعبة التي نواجه فيها الكثير من التحديات بضرورة التعقل، خاصة أن من أهم ميزات هذا الجيل، أنه هش ومرهف الإحساس، بالتالي فإن الإخفاق في بعض المواد لا يعني نهاية العالم، ولا يعتبر مبررا لسبهم أو شتمهم أو ضربهم”.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الأولياء وحدهم مسؤولون عن نجاح أو فشل أبنائهم، من خلال المرافقة، وهو ما تعمل عليه الجمعية، ويقول، من خلال الأيام التحسيسية، نعلم الأولياء كيفية التعامل مع أبنائهم المتمدرسين، مشيرا إلى أن الآباء اليوم بحاجة إلى مرافقة من طرف مختصين في علم النفس التربوي، لتعليمهم بعض الأبجديات في كيفية التعامل والمرافقة في المشوار الدراسي، مؤكدا في السياق ذاته أن العلامة لا تعكس مستوى التلميذ ولا تعبر مطلقا عن قدراته، لذا نحث الأولياء على حسن مرافقة أبنائهم، وتجنب التعامل معهم بعنف قدر الإمكان”.
لمياء. ب