مع بداية الشهر الوردي … حملات ومعارض للتوعية بمخاطر سرطــان الثـدي

elmaouid

تحصي الجزائر سنويا نحو 12 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي، فيما يُتوقع أن يرتفع عدد الحالات ليصل إلى 15 ألفا بحلول عام 2020، وهو ما جعل المختصين يدقون ناقوس الخطر ويؤكدون على أهمية الكشف المبكر،

الذي يبقى خارج دائرة اهتمامات الكثير من النساء، إما بسبب غياب الوعي أو نتيجة الخوف من اكتشاف وجود المرض.

 “الأمل” تنظم صالون الإعلام حول السرطان

 

تستعد جمعية “الأمل” لمساعدة مرضى السرطان، في سبيل إطلاق الحملة التحسيسية والإعلامية ضد سرطان الثدي، من خلال الصالون الإعلامي عن السرطان غدا الرابع أكتوبر الجاري إلى غاية السادس منه، الذي يحتضنه قصر المعارض في إطار حملة أكتوبر الوردي لمكافحة سرطان الثدي، برعاية وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وحضور أطباء ومختصين في مختلف المجالات.

هذا، ويحمل الصالون الإعلامي بشرى للمرأة الجزائرية ويشجّعها على الفحص المبكر ويبرز لها سبل الوقاية من الداء، حيث سيتواجد طاقم الأمل والأطباء المختصون في علاج السرطان، للحديث مع الجمهور عن الوقاية والتشخيص المبكر ومختلف العلاجات ومتابعة المرضى، ويقدمون كل الأجوبة التي تتعلّق بمرض السرطان من الوقاية إلى التكفّل النفسي.

مع أن الصالون سيكون تحسيسيا حول الإعلام عن سرطان الثدي، إلا أنه سيخصص أجنحة للتحسيس والحديث عن السرطانات الأكثر انتشارا، على غرار سرطان القولون، البروستات، الرئة وعنق الرحم.

كما تمت الإشارة في البيان، إلى أن زوار الصالون سيجدون مختصين في التغذية ونجوم الطبخ للإجابة عن تساؤلاتهم، وتقديم نصائح حول التغذية السليمة، وأحسن طرق الطبخ الصحي، إلى جانب جمعيات وطنية وأخرى دولية تعمل في مجال مكافحة السرطان من كل من تونس، المغرب، فلسطين، العراق والأردن. بالنسبة للأطفال، سيخصص جناح لتعريفهم بالمرض وسبل الوقاية منه بأسلوب بسيط جدا.

12 أكتوبر ..موعد السباق النسوي السابع

في إطار حملة أكتوبر الوردي، سطرت جمعية “الأمل” السباق النسوي السابع ضد السرطان، الذي سيجري يوم 12 أكتوبر ويتم من خلاله حث السيدات والفتيات على مزاولة الرياضة، كما سيستفيد مهنيو الصحة في نفس الشهر من يوم إعلامي وتدريبي، بعنوان “الطبيب العام في مواجهة سرطان الثدي”، من تنظيم الجمعية الجزائرية لسرطان الثدي “الأمل”.

 

سرطان الثدي ..في مقدمة السرطانات الأكثر فتكا

ويؤكد الأطباء، أنّ سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع السرطانات التي تصيب النساء في العالم المتقدم والنامي على حدّ سواء، وعليه فإن الكشف بالأشعة مرة في السنة أو خلال سنتين، بات أكثر من ضروري لكل امرأة يزيد عمرها عن 40 سنة، لتفادي المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن الداء واستئصاله في بدايته لزيادة احتمال الشفاء.

ويظلّ التشخيص المبكر من أهمّ استراتيجيات الكشف عن المرض، كما أنه يساهم أيضا في التخفيف من تكاليف العلاج، علما بأنّ سرطان الثدي في الجزائر يهدد حياة النساء في سن مبكرة عكس البلدان الغربية، فمعدل عمر المريضات به في تلك البلدان، يفوق 50 عاما ويصل حتى إلى سن الستين.

 

أصِيبت بالسرطان وهي في الـ 32 من عمرها

فايزة هي واحدة من الجزائريات اللواتي اصطدمن بخبر الإصابة بسرطان الثدي، بالنظر لصغر سنها، لكنها لم تستلم للورم الخبيث، رغم أنها اكتشفته في مرحلة متطورة بسبب سوء التشخيص وعدم توجهها إلى طبيب أخصائي منذ البداية، و تقول نوال إنّ قصتها مع المرض بدأت و عمرها 32 عاما، حين شعرت بآلام على مستوى الثدي الأيسر، لاحظت أنها تتكرر معها دائما و في نفس المنطقة.

و أضافت محدثتنا أنها تخوفت من هذه الآلام، فقامت بمراجعة طبيب عام للاستفسار عن أسبابها، ليؤكد لها بأنها لا تعاني من أي مرض، إلا أن تطور الأعراض دفعها لاستشارة طبيبة مختصة في أمراض النساء، وبعد قيامها بمختلف التحاليل وأشعة “الماموغرافي” ، تبين أنها مصابة بسرطان الثدي، حيث تطلبت حالتها استئصاله كليا لتفادي انتشاره في كامل جسمها.

 

…و نساء يكتفين بالفحص الذاتي!

أما مونية، فهي سيدة تعدت الخمسينات من العمر، لكنها ترفض إجراء الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتبرر ذلك بأنها لم تتحسس أي ورم، لذلك فإن أشعة “الماموغرافي” ليست ضرورية حسب اعتقادها، بينما تتحجج أخريات بالخوف من اكتشاف المرض فعلا، رغم أن ذلك سيسمح بإنقاذهن من استئصال الثدي أو الموت، و هي حالات وقف عليها المختصون في مستشفيات الوطن.

وحسب الأطباء، فإن انتشار سرطان الثدي يعود إلى عدة عوامل من بينها السمنة المفرطة، وتناول بعض الأدوية التي تحتوي على الهرمونات، إضافة إلى التدخين الذي يعد أحد أهم عوامل الخطر، خاصة مع إقبال بعض الجزائريات عليه خلال السنوات الأخيرة، كما أن العامل الوراثي قد يزيد من فرصة الإصابة، فيما يؤكد المختصون أن الرضاعة الطبيعية لها دور فعال في حماية النساء من الداء.

 

المختصون في العلاج بالأشعة :”التشخيص المبكر للداء يبدأ من سن الثلاثين”

ويوضح الدكتور دهينة حمزة المختص في العلاج بالأشعة، أن على المرأة عدم التردد في التوجه إلى الطبيب لإجراء فحوصات، في حال اكتشافها لأي تغيير غير طبيعي أو أي أعراض غير اعتيادية، مؤكدا أن الكشف المبكر عامل أساسي في الشفاء.

وأشار المختص إلى أنّ التشخيص المبكر في الجزائر يبدأ من سن الأربعين فما فوق، لاكتشاف المرض دون أن تكون هناك أعراض عند المرأة، والهدف منه هو استعمال الأشعة السينية المعروفة باسم “ماموغرافي”، لمحاولة تحديد الورم في مراحله الأولى، كما أكّد أن هذه الأشعة ضرورية للنساء إذ يجب أن يخضعن لها كل سنتين، وتخص من ليس لديهن حالات إصابة بالمرض في العائلة.

أما إذا كان هناك تاريخ للمرض في الأسرة، فإنّ التشخيص المبكر يبدأ، مثلما يوضح الدكتور، من سن الثلاثين بواسطة “الإيكوغرافي”، على أن يُجرَى كل سنة إلى غاية وصول المرأة لعمر 35 سنة، لتبدأ بعدها في الكشف عن طريق “الماموغرافي” مرة في السنة أيضا، مضيفا أن العامل الوراثي يمكن أن يلعب دورا في إصابة الفتيات بسرطان الثدي بنسبة 10 بالمائة، كما أن هناك جينات إذا وجدت في الجسم، فإن المرأة يمكن أن تتعرض لهذا الداء.

بالمقابل، أشار الدكتور دهينة إلى أن هناك فتيات تقلّ أعمارهن عن 40 سنة أصبن بسرطان الثدي، رغم عدم وجود تاريخ للمرض في العائلة، داعيا النساء إلى القيام بالفحص الذاتي مرة واحدة في الشهر، ابتداء من اليوم السابع إلى اليوم الـ 11 من الدورة الشهرية، للتأكد من سلامتهما، لكنه أوضح أنّ الكتل الصغيرة التي تظهر على الثدي، ليست بالضرورة سرطانا، فأكثر من 80 بالمائة من اللواتي يقل أعمارهن عن 40 سنة تكون لديهنّ أورام حميدة، أما النساء الأكثر عرضة لهذا المرض الخبيث، فتتراوح أعمارهن بين 40 و50 سنة.

 

هكذا يتم التفريق بين الورم الخبيث و الحميد

ويضيف الطبيب أنّ سرطان الثدي مرض صامت، إذ يوجد تشابه بين أعراض الأورام الحميدة وتلك الخبيثة في بعض الحالات، مركزا على ضرورة الذهاب إلى الطبيب في حال ظهور كتلة على الثدي ليفحصها ويتأكد من نوعها، كما يجب استشارته عند سيلان الدم من الحلمة بصفة تلقائية، لأنه يمكن أن يكون له علاقة بسرطان الثدي، مضيفا أنّ الآلام التي تعاني منها بعض النساء على مستوى الثدي يمكن أن تكون لها علاقة بالأورام الحميدة مثل التكيس أو الورم الليفي الحميد، وإذا تأكد عدم إصابتها بهذه الأورام، فإن الآلام لها علاقة بهرمونات الدورة الشهرية خاصة عند الفتيات. وأكّد الدكتور دهينة بأن التشخيص المبكر يفيد في العلاج والشفاء التام، وفي حال تأخر المرأة في التشخيص فإن الخلية السرطانية يمكن أن تنتشر في مناطق أخرى من الجسم بعد ستة أشهر أو أقل، مضيفا أن اكتشاف الورم وهو صغير (أقل من 2 سنتيمرات)، يسمح باستئصاله دون اللجوء إلى الاستئصال الكلي للثدي، وأوضح الأخصائي أنه و في بعض الحالات، يتم أخذ خلايا أو أنسجة لمعاينتها، وهذا لا يعني بالضرورة وجود سرطان، إلاّ أنّ الطبيب ملزم بمعرفة نوع الورم الحميد لتحديد طريقة العلاج والتي تكون إما بالأدوية أو عن طريق الجراحة.  

 

مرضى السرطان في الجزائر متأخرون بست سنوات علاج

كشف عديد المختصين في الأورام السرطانية عن تأخر فادح في تسجيل عديد الأدوية المبتكرة والمتداولة في بعض الدول الشقيقة التي تساهم في تحسين التكفل بالمرضى وتجنيبهم الموت المحقق وكذا المضاعفات التي يعانونها بسبب الأدوية التقليدية.

وفي السّياق ذاته، كشف البروفيسور كمال بوزيد رئيس مصلحة الأورام الطبية بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة ورئيس الجمعية الوطنية للأورام الطبية عن تأخر فاق 6 سنوات في تسجيل كثير من الأدوية التي لطالما ألح عليها المختصون ومن بينها العلاج المناعي والعلاج المستهدف وتمس بالأخص سرطان الرئة والجلد والمعدة…

وبالنسبة للعلاج المناعي يؤكد بوزيد أنهم ينتظرون تسجيله منذ أزيد من عامين ونصف العام بعد بدء العمل به برخصة مؤقتة استفاد من العلاج بها 5 مرضى، لكن للأسف، لم تجدّد ليواجه المرضى مصيرا مجهولا أدى إلى وفاة أحدهم بينما عاود البقية العلاج بالطريقة التقليدية.

واستغرب البروفيسور بوزيد ازدواجية الخطاب الرسمي للحكومة التي أكد وزيرها الأول الحالي والسابق عدم تأثر قطاع الصحة بالأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، لكن بالمقابل نرى على أرض الواقع تأخرا في استفادة المرضى الجزائريين من علاجات تنقذهم من الموت.

يحدث كل هذا أمام التزام وزارة الصّحة والسكان وإصلاح المستشفيات الصمت وعدم تقديم إجابات مقنعة، حيث يؤكد رئيس الجمعية الوطنية للأورام الطبية مراسلتهم الوزارة واستفسارهم لديها عن الوضع في عديد المرّات من دون الحصول على رد صريح.

واستشهد المختص بدولة المغرب الشقيقة التي توفر هذا النوع من الأدوية في الوقت الضروري، وهو ما دفع كثيرا من الأطباء إلى وصف تلك العلاجات لمرضاهم الذين يستطيعون الحصول عليها من المغرب وتركيا لعلاجهم بها.

وأضاف المختص أن “الأمر ليس سهلا وليس في متناول كل المرضى وهو ما يجعلنا أمام حقيقة صادمة تمنح حق الحياة للأثرياء ويحرم منه الفقراء والمعوزون، سيما وأن ثمن العلاج يناهز 3 آلاف أورو فمن يستطيع الحصول عليه؟”.