أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود بسكيكدة، أن قطاع السياحة في الجزائر “يشهد ديناميكية كبيرة” تتجسد بالخصوص من خلال الإقبال الملفت على الاستثمار في السياحة.
وقال الوزير إن الإقبال على الاستثمار في قطاع السياحة يعد ثمرة التسهيلات الكبيرة الممنوحة للمستثمرين كتسريع عملية تسليم رخص البناء وكذا القرارات والامتيازات التي يحصل عليها المستثمرون من طرف الوزارة الوصية.
كما أوضح الوزير أن الجزائر “تشهد ديناميكية منقطعة النظير في مجال السياحة”، مبرزا أن هذه الديناميكية تتجسد من خلال الإقبال الكبير على المرافق السياحية من طرف المواطنين، وكذا تسابق المستثمرين على إنجاز مشاريع في هذا القطاع، وذلك ببناء فنادق وكذا تدعيم السياحة الغابية والصحراوية والشاطئية، كما قال.
تسجيل 500 مشروع سياحي في الجنوب
انطلاق السياحة الصحراوية مُنتصف أكتوبر ووكالات السّفر تطلق عروضها
أكد المدير العام للسياحة محمد زبير سفيان، على إطلاق 500 مشروع لمناطق الجنوب، من ضمن أزيد من 1800 مشروع سياحي معتمد من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية على المستوى الوطني، وتوفر هذه المشاريع نحو 56 ألف سرير، كما ستخلق أزيد من 20 ألف منصب شغل.
وحسب نفس المسؤول، سيتمُّ انجاز أزيد من 260 فندقا من صنفي نجمتين وأربع نجوم، و74 نزل طرقات و21 إقامة سياحية و22 قرية سياحية، إلى جانب تجسيد مشاريع خاصة بـ15 منطقة حموية.
وبخصوص العقار السياحي المتوفر بالجنوب، أكد المدير العام للسياحة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بأنه من بين 225 منطقة للتوسع السياحي ذات مساحة إجمالية تقدر بـ64 199 53 هكتارا على المستوى الوطني، تم تخصيص 23 منطقة للجنوب بمساحة تقدر بـ20 728 9 هكتارا، حيث تخضع هذه المناطق للتوسع السياحي بصفة منتظمة ومتواصلة لدراسات لإعداد مخططات لتهيئتها.
وأكد المتحدث بأن “تعزيز الاستثمار السياحي بالجنوب يهدف لتدارك العجز المسجل في الإيواء وتحسين الخدمات بهذه المنطقة التي أضحت محل اهتمام الكثير من السياح الوطنيين والأجانب بالنظر للثراء السياحي المتنوع الذي تزخر به”.
وتسعى السلطات المعنية لدفع السياحة الجنوبية، حيث أنه تم من بين 7 أقطاب سياحية التي ستنجز في آفاق 2030 على المستوى الوطني، تخصيص 3 أقطاب لإنجاز مشاريع في ولايات الجنوب، منها منطقة “توات وقرارة وأدرار وتميمون وبشار ومناطق الطاسيلي وإيليزي وجانت ومنطقة الهقار”.
إلى ذلك، أطلقت العديد من وكالات السياحة والأسفار، بمناسبة انطلاق موسم السياحة الصحراوية منتصف أكتوبر، اللمسات الأخيرة لبرامجها الموجهة لهذا الغرض، حيث أدرجت عدة مقاصد سياحيّة، وذلك وفق رغبات الزبائن.
رهان على تدفق كبير للسياح بإيليزي
يراهن عديد المتعاملين في السياحة بمنطقة التاسيلي أزجر (ولاية إيليزي) على تدفق “كبير” للسياح الأجانب والوطنيين برسم موسم السياحة الصحراوية (2018/2019).
وفي هذا الإطار أكد نائب رئيس النقابة الوطنية للسياحة بن دحان أحمد أن عروس التاسيلي جانت تتأهب لاستقبال عدد معتبر من السياح من مختلف الجنسيات، حيث تجاوزت طلبات التأشيرة التي أودعت لدى مصالح مديرية السياحة بالولاية إلى حد الآن 200 طلب.
وأضاف ذات المسؤول أن التحضير لموسم السياحة الصحراوية الذي ينطلق في غضون أيام قليلة تم في “ظروف جيدة ” وأن مختلف الوكالات السياحية بالمنطقة تبذل مجهودات جبارة لاستقبال الوافدين إلى التاسيلي أزجر.
من جانبه، ذكر أحميد عبد القادر (صاحب وكالة سياحية) أن السنوات الأخيرة عرفت انتعاشا “حقيقيا” للسياحة، حيث سجلت المنطقة توافدا كبيرا للسياح من مختلف الجنسيات، وذلك بفضل جملة الإصلاحات التي بادرت بها الوزارة الوصية.
وأشار المصدر إلى أنه أطلقت حملة نظافة واسعة لعديد المواقع السياحية التي ستكون قبلة للسياح على غرار تدرارت و تيكوباوين وموقع البقرة الباكية وغيرها من المواقع السياحية، فضلا عن أن وكالته قامت بعملية توظيف جديدة تخص الطباخين والمرشدين السياحيين والسائقين من أجل ترقية خدماتها السياحية.
ويراهن بدوره الشاب عبد العزيز طواهرية (صاحب وكالة سياحية) حديثة النشأة على الإقبال “الكبير” للسياح خلال الموسم الجديد، مشيرا إلى أن كل الظروف المادية والبشرية مهيأة وأن وكالته السياحية قامت بعملية واسعة للإشهار والترويج لمختلف المواقع السياحية التي تزخر بها المنطقة.
ودائما ضمن التحضيرات للموسم الجديد للسياحة الصحراوية، قامت عديد جمعيات الأحياء والشباب بمدينة جانت بحملات تطوعية مست مختلف أحياء المدينة من أجل ضمان بيئة نظيفة للسياح تعكس جمال هذه المنطقة التي تعد واحدة من روافد السياحة الجزائرية.
من جهته، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية سمير فيليبون أن كل الظروف مهيأة لاستقبال السياح، حيث عقدت بهذا الشأن سلسلة من اللقاءات مع أصحاب الوكالات السياحية من أجل ضبط التدابير اللازمة.
وأضاف المسؤول ذاته أن كل المواقع السياحية بمنطقة الطاسيلي أزجر مفتوحة، مشيرا إلى أنه تم الترويج للمواقع السياحية الواقعة بشمال الولاية وذلك من أجل توسيع النشاط السياحي ليشمل كافة أرجاء الولاية.
جوهرة الساورة تاغيت تتأهب لإستقبال السياح
تتأهب جوهرة الساورة تاغيت (97 كلم جنوب بشار) وهي الوجهة السياحية المشهورة، لاستقبال السياح الوطنيين منهم والأجانب الذين يفضلون وجهة الساورة وذلك في إطار الموسم الجديد للسياحة الصحراوية .
ويستعد مسيرو حوالي عشرين دار الضيافة معظمهم شباب من المنطقة يمارسون صيغة “الإقامة لدى الساكن” لاستقبال الأفواج الأولى للسياح الذين يعتزمون الإيواء بإقامات سياحية بهذه المنطقة من الجنوب الغربي للوطن.
وتستجيب هذه الدور (بطاقة استقبال إجمالية تتجاوز 200 سرير) ويتواجد البعض منها بقصر يعود لأزيد من ألف سنة وبمناطق أخرى من تاغيت، لرغبات فئات معينة من السياح الذين يرغبون تحقيق تواصل مباشر مع سكان هذه المنطقة الصحراوية للاستمتاع بما يشتهرون به من عادات وتقاليد وفنون الطبخ، كما أوضح لـ “وأج” عدد من أصحاب تلك الإقامات.
وقد خففت هذه الصيغة الخاصة باستقبال السياح – والتي جاءت ضمن المنشور الوزاري المشترك المؤرخ في 16 جويلية 2012 المتعلق بقوانين ”الإقامة لدى الساكن” كصيغة للإيواء السياحي- إلى حد ما من الطلب في مجال إيواء وإطعام السياح بالمنطقة التي عرفت في الماضي نقصا في هياكل الإستقبال.
ويلجأ عديد السياح الوطنيين والأجانب لهذه الصيغة في تفضيلهم لوجهة الساورة لاسيما تاغيت لأنها تسمح لهم بالإتصال الإجتماعي والثقافي مع سكان المنطقة، والتعرف من خلال ذلك على جوانب من حياتهم اليومية، حسب ما ذكر مهنيون محليون بقطاع السياحة.
ومع ذلك فإن تطوير بعض الخدمات العمومية يظل أمرا ”ضروريا” من أجل ترقية هذه الوجهة لاسيما ما تعلق بتخصيص دورات مياه عمومية وهياكل للنظافة البدنية بتاغيت على غرار المنشآت الحموية على سبيل المثال، كما يبرزه عدد من السياح الوطنيين.
وتواجه منطقة تاغيت التي استفادت من مشاريع استثمار في القطاع الخاص في مجال الفندقة والسياحة “تأخرا” في أشغال البعض منها.
ويتفق سكان محليون وسياح على أن أسعار فندق الساورة “باهضة”، وهو تابع للسلسلة العمومية للفندقة “الجزائر” ويعد ثمرة شراء وتجديد الفندق البلدي القديم لتاغيت الذي أنشئ في بداية سبعينيات القرن الماضي و تم وضعه حيز الخدمة شهر فيفري 2015 (بتصنيف 4 نجوم) والذي يضم 57 غرفة وجناحين إثنين (2) بمجموع 118 غرفة، بالإضافة إلى مطعم وكافيتيريا وقاعة محاضرات بسعة 250 مقعدا ومسبح.
ومع ذلك فإنه لا يزال قادرا على استقطاب فئة معينة من السياح (وطنيين وأجانب) الراغبين في القيام باكتشافات ومغامرات جديدة والإستمتاع بالمناظر السياحية و الطبيعية التي تتميز بها المنطقة.
مشاريع سياحية من أجل تعزيز طاقة الإستقبال
ظل مشروع إنجاز مركب سياحي تابع للقطاع الخاص والواقع بمحاذاة قرية بربي (بلدية تاغيت) والذي كانت قد انطلقت الأشغال به في 2006 بغلاف مالي أولي بقيمة 800 مليون دج وإلى يومنا هذا غير مكتمل، بالرغم من أن هذه المنشأة تعد إضافة كبيرة في ترقية وجهة الساورة، حسب ما أشارت إليه مديرية السياحة بالولاية.
وما تزال ورشة هذا المشروع التي كان يفترض استلامه في 2017 مفتوحة رغم أنه بإمكانه توفير طاقة استقبال إضافية لفائدة سياح المنطقة تقدر بـ 200 سرير موزعة على 100 غرفة وأجنحة ومطعم بـ 1.200 مقعد، كما تمت الإشارة إليه.
كما يضم هذا المركب السياحي المتربع على مساحة 15 هكتارا -حسب بطاقته التقنية- عديد المرافق التي تتواجد حاليا قيد الإنجاز على غرار مركز الصناعات التقليدية و المعارض و منشآت رياضية و ترفيهية و واحة تضم أزيد من 9 آلاف شجرة مما يجعله مرفقا حقيقيا للجذب السياحي سواء للمركب نفسه أو للمنطقة.
وتتوفر منطقة تاغيت التي تشتهر ببساتين نخيلها القديمة التي تضم أزيد من 100 ألف نخلة و كثبانها الرملية الذهبية ذات علو 200 متر، بالإضافة إلى مواقعها السياحية الطبيعية و الأثرية على غرار رسوماتها الصخرية وبحيراتها الجديدة التي تشكلت بعد امتلاء السد الجديد ” العوينة” بطاقة حجز لفيضان مياه وادي “زوسفانة” بأزيد من 3 ملايين متر مكعب على كل المعايير لتكون واحدة من أجمل وأفضل الوجهات السياحية بالصحراء الجزائرية حسب مهنيين محليين ناشطين في السياحة.
ترقية السياحة الصحراوية بتقليص مدة منح التأشيرة للأجانب وتأمين المسالك
دعا متعاملون في قطاع السياحة بولايات الجنوب، لاسيما منهم أصحاب الوكالات السياحية، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتقليص مدة دراسة طلبات التأشيرة بالنسبة للسياح الأجانب، تأمين المسالك وتأهيل المورد البشري العامل في القطاع.
وفي لقاء تحضيري جمع وزير السياحة والصناعة التقليدية، عبد القادر بن مسعود، بمتعاملين في القطاع، تحضيرا لموسم السياحة الصحراوية، ثمن المتدخلون الإجراءات التي اتخذتها الدولة مؤخرا لترقية وجهة الجنوب من خلال تخفيض أسعار تذاكر الطيران والفنادق، داعين بالمقابل إلى إعادة النظر في مدة دراسة طلبات التأشيرة بالنسبة للسياح الأجانب وتأمين المسالك السياحية.
كما اقترح المتدخلون أيضا رقمنة الإعلام السياحي، تثمين وتكوين المورد البشري، سواء تعلق الأمر بالفنادق أو تكوين الدليل السياحي، مع إنشاء مناطق سياحية متخصصة بالجنوب.
وبالإضافة إلى التأسيس لإعلام سياحي قادر على الترويج الفعلي والحقيقي لوجهة الجزائر، اقترح المتعاملون في هذا الإطار تنظيم مسابقة لاختيار أحسن ولاية سياحية بالجنوب وتخصيص صالون السياحة المنظم سنويا حصريا لمناطق الجنوب.
“الدولة تسعى لإعادة الاعتبار لقطاع السياحة عموما والسياحة الصحراوية على وجه الخصوص، مذكرا في هذا الإطار بالاتفاقيات التي تم إبرامها مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية لتخفيض تكاليف الرحلات بنسبة 40 بالمائة وكذا تخفيض أسعار الإقامة بالفنادق”. وبخصوص الإعلام السياحي المتخصص، أكد وزير القطاع أنه سيتم مع الدخول الاجتماعي المقبل إبرام اتفاقية مع وزارة الاتصال من أجل تمكين وسائل الإعلام العمومية والخاصة من مرافقة قطاع السياحة والترويج لوجهات الجزائر السياحية.














