إن مرحلة الشباب هي المرحلة الأكثر حيوية ونشاطًا، فالشاب في مقتبل العمر يهوى الكثير سلبًا أو إيجابًا أو كلاهما ومن هنا كانت تلك المرحلة أيضا هي الأخطر إن لم تضبط بالضوابط الإيجابية، ومن هذا المنطلق كان لزاما على الشاب والشابة أن يكونا بعيدي النظر في تصرفاتهم وأفكارهم؛ لأنها محسوبة عليهم ويعرفون من خلالها. وعلى ضوء ذلك سأطرح عددًا من جوانب الحياة للشاب والشابة هي بمثابة التوصيات والهمسات لهم، فما عليهم مشكورين إلا النظر فيها وإنزالها إلى أرض الواقع وهي على النحو التالي:
الجانب الأول: الشباب والصداقة وقديمًا قيل ” قل لي من صديقك أقل لك من أنت”، فهذا الصديق به تعرف سلبًا أو إيجابًا لأن الصاحب ساحب وقد يصلح أو يفسد بسبب صديقه، فبعض الشباب قد يستهين في بعض المواقف والمواقع فما يبرح أن زلت قدمه من حيث لا يشعر فيندم، وهذا كما يقع أحيانا في المخدرات بأنواعها أو الحالات الجنسية ونحو ذلك فانتبه أيها الشاب قبل أن تندم.
الجانب الثاني: الشباب ووسائل التواصل، وهي سلاح فتاك لك أو عليك، وتشترك في أجرها أو وزرها جميع الجوارح فالعين تنظر واليد تعمل والأذن تسمع والفكر يعمل والرجل تخطو، فإن كان في الخير فحسنات أمثال الجبال وإن كان في الشر فسيئات يتبع بعضها بعضا، فاتق الله أيها الشاب والشابة في رسائلكما فالملائكة عن اليمين وعن الشمال وإن استترتم فلا ستر عنهم.
الجانب الثالث: الشباب والزواج فبه تكتمل الرجولة وليعلم الجميع أن متطلبات الزواج قد تكون سببا في التأخر فليقتصر أصحاب الدخل المحدود على الأمور الهامة وتترك الأمور الثانوية مستقبلا عند إصلاح الحال وليحذر الشاب والشابة من تحمل الديون على أشياء ثانوية، وبالزواج يغتني الفقير، قال الله تعالى: ” إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ “.
فسارع أخي الشاب فهو عفاف والحصانة عن كل أبواب الشيطان الموبوءة.
الجانب الرابع: الشباب والوظيفة، قد يشاهد بعض الشباب وهم في العقد الثالث من أعمارهم يمدون أيديهم إلى آبائهم أو غيرهم ليعطوهم بينما لو بحثوا عن أعمال تسد حاجتهم لوجدوها في أعمال وظيفية أو حرة فلماذا الشاب يجلس في بيته ويتصور أن الوظيفة ستطرق بابه. أخي الشاب: الأعمال الحرة مجالها أوسع من غيرها فاخرج واعمل وتسبب خير لك من أن تمد يدك لفلان ولو كان أباك فأعطاك أو منعك فكن عزيزا بعملك يبارك الله لك فيه.
الجانب الخامس: الشباب والبر، تشهد مواقف كثيرة أن مستقبل بعض الشباب كان حافلا بالتوفيق، ولعله بسبب دعوة من أحد الوالدين أو كلاهما فكما أن البر للوالدين مفتاح سعادتك أخي الشاب فقد يكون العقوق مفتاح تعاستك، فاقترب من والديك وبرهما تقترب منك السعادة وليعلم الشاب والشابة أن البر كما يقال سلف وكما تدين تدان.
الجانب السادس: الشباب والعبادة، إن قوة الشباب وصلابته ليست دائمة ومن هنا نوصي الشباب بأن يستثمروا أوقاتهم بما يسعدهم في دينهم ودنياهم، فيا أخي الشاب احرص على الفرائض فسيكون بينك وبينها لقاء يوم القيامة.
الجانب السابع: الشباب والثبات على الحق، إن المغريات والفتنة أكثر ما يكون خطرها على الشباب، فليتعرف الشاب على دروب الخير ويسعى إليها لأنها سترسم مستقبله الدنيوي والأخروي.
من موقع الالوكة الإسلامي