مع الحبيب

مع الحبيب

 

لقد أوجب الله محبة نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز، فقال تعالى: ” قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ” التوبة: 24. وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين” البخاري. ولما سمع عمر رضي الله عنه هذا الحديث قال للرسول صلى الله عليه وسلم لأنت أحب إلي من كل شيء إلاّ نفسي، فقال: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنك الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر” أي الآن صدقت وحققت الإيمان الكامل بمحبتك لنبيك.

وقال صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لايحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار” البخاري. ومن محبته صلى الله عليه وسلم إيثار ما يحب صلى الله عليه وسلم على ما يحب العبد، ومحبة ما جاء به والدعوة إليه ومحبة أهل بيته وصحابته رضوان الله عليهم ومن محبته كثرة ذكره عليه الصلاة والسلام، والشوق إلى لقاءه، قال صلى الله عليه وسلم: “يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه” أحمد وهو صحيح، ومعنى ذلك أن من المؤمنين من يسكن قلبه ويميل للنبي صلى الله عليه وسلم بالمودة والمحبة، وما ذاك إلا بإخلاص الإتباع له صلى الله عليه وسلم دون سواه من البشر فحب النبي صلى الله عليه وسلم موصل لحب الله تعالى.

فمن محبته صلى الله عليه وسلم طاعته وتصديق ما أخبر عنه وتوقيره وتعظيمه عند ذكره صلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار.