مع اقتراب توديع العام الحالي، راحت التظاهُرات الثقافية تتلاحق حتى بدا آخرُ أشهره مزدحماً بالمهرجانات والملتقيات والعروض المسرحية والسينمائية والمعارض التشكيلية والفوتوغرافية بشكلٍ لم تعرفه سائرُ أشهر السنة العجفاء التي شهدت، مثل سابقتها، تأجيل أو إلغاء عددٍ غير قليل من الفعاليات بسبب الجائحة.
أبرزُ الفعاليات الفكرية خلال ديسمبر الجاري كان يوماً دراسياً نظّمته، في الرابع منه، “المكتبةُ الرئيسية للمطالعة العمومية بركات سليمان” في مدينة عنّابة بالتعاوُن مع “الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية”، بعنوان “محمد أركون: مسيرة فكرية – المنابع والمحدِّدات والتجلّيات”.
وتحت عنوان “الثورة من أجل استقلال الجزائر وفكر فرانز فانون”، أُقيم في العاشر من الشهر نفسه لقاءٌ علمي في “المكتبة الوطنية الجزائرية” بالجزائر العاصمة، تناوَل أبعاداً مُختلفة مِن فكر ونضال المفكّر والطبيب.
وفي “المكتبة الوطنية”، أُقيم أيضاً يومَي الثالث عشر والرابع عشر منتدىً بعنوان “الترجمة الأدبية والتاريخية في الجزائر.. واقع وآفاق”، بمشاركة مترجمين وأكاديميّين مختصّين في الأدب والتاريخ والترجمة، وشهد تكريم الكاتبَين والمترجمَين الجزائريَّين جيلالي خلاص وأحمد بن محمد باكلي.
ونظَّم “متحف ناصر الدين دينيه في مدينة بوسعادة يومَي الرابع عشر والخامس عشر، ملتقىً وطنيّاً بعنوان “فلسفة فن التصوُّف وسؤال القيَم”، تناوَل المشاركون فيه، ضمن مواضيع أُخرى، تجربةَ التصوُّف عند الأمير عبد القادر الجزائري (1808 – 1883)، والرسّام الفرنسي ألفونس إتيان دينيه (1861 – 1929) الذي استقرّ في بوسعادة عام 1905، قبل أن يُعلن إسلامه ويُغيّر اسمه إلى ناصر الدين عام 1913.
وضمن هذه الفعاليات التي تحمل بُعداً استعادياً، اختَتمت، الخميس، في وهران فعاليات الدورة الأولى من “أيام وهران الأدبية”، والتي انطلقت الثلاثاء الماضي بحضور قرابة ثلاثين كاتباً وباحثاً تناولوا أعمالَ الأكاديمي والباحث في السوسيولوجيا الثقافية، الحاج ملياني (1951 – 2021)، الذي رحل في جوان الماضي.
وتحت شعار “نحو عالمية فنِّ المنمنمات”، استضاف “قصر الثقافة عبد الكريم دالي” في مدينة تلمسان بين السادس عشر والتاسع عشر، الدورة الحادية عشرة من “المهرجان الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة”. واستضافت المدينةُ، أيضاً، بين الأحد والخميس الماضيَين، الدورة الثالثة عشرة من “الصالون الوطني للفنون التشكيلية”، والتي أُقيمت في “دار الثقافة عبد القادر علولة” بمشاركة ستّين تشكيلياً.
وبين الثاني والعشرين والسادس والعشرين، أُقيمت في “رياض الفتح” بالجزائر العاصمة فعاليات الدورة الثالثة عشرة من “مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم”، بمشاركة عدّة بلدان؛ من بينها تونس التي تحلّ ضيفَ شرف عليها.
سينمائياً، أُقيمت بين الأوّل والسابع مِن الشهر الجاري، تظاهُرة بعنوان “أسبوع الفيلم القصير” مِن تنظيم “المركز الجزائري لتطوير السينما”، وشهدت عرضَ ستّة أفلام سينمائية قصيرة لمخرِجين جزائريّين شباب وفي الخامس والسادس من الشهر نفسه، أُقيمت في “قصر الثقافة عبد الكريم دالي” بتلمسان فعاليات الدورة السابعة من “أيام تلمسان لسينما الهواة”، بمشاركة 16 فيلماً سينمائيّاً بين متوسّط وقصير.
وفي “دار الثقافة مولود قاسم نايت بلقاسم” بتيسمسيلت أُقيمت بين العاشر والثالث عشر فعالياتُ الدورة الثالثة مِن “الأيام الوطنية للفيلم القصير”، والتي شهدت عرض 21 فيلماً روائياً قصيراً لمخرجين هواة، وتنظيمَ ورش ومحاضرات ومعرضاً لمعدّات التصوير القديمة، بينما احتضنت “دار الثقافة مالك حدّاد” في قسنطينة، بين الحادي عشر والثالث عشر، فعاليات الدورة الثانية من “أيام قسنطينة للفيلم القصير”، بمشاركة 21 عملاً تناول معظمُها الثورة التحريرية.
وبعد توقّفه العام الماضي، عاد “المهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة” في دورته الرابعة التي أُقيمت بين الحادي عشر والسادس عشر في “دار الثقافة” و”سينما دنيا زاد” بمدينة سعيدة (غرب)، بمشاركة عددٍ من الكتّاب والسينمائيّين.
ب/ص