منظمة حماية المستهلك تدعو إلى اختيار الأدوات التي تساهم في تطوير القدرات

ثورة في أسعار الأدوات المدرسية.. الإنتاج المحلي يُحدث الفرق

ثورة في أسعار الأدوات المدرسية.. الإنتاج المحلي يُحدث الفرق

تشهد أسعار الأدوات المدرسية مع اقتراب الدخول المدرسي انخفاضا ملحوظا في الأسعار بفضل تطور الإنتاج المحلي الجزائري مع اقتراب الدخول المدرسي (2024-2025)، مقارنة بالموسم الدراسي السابق، بفضل ارتفاع كبير في عدد المستثمرين المحليين في هذا المجال، وتحول العديد من المستوردين إلى الإنتاج، إضافة إلى انتشار الأسواق الجوارية التي ساهمت في توفير هذه المستلزمات بأسعار منخفضة نسبيا.

وشهد السوق الجواري الذي خصصته بلدية الرويبة للأدوات المدرسية، تسابق نحو عشرين علامة جزائرية وأجنبية لعرض منتجاتها، وسط إقبال كبير للمواطنين. ويؤكد عبد السلام، بائع في جناح إحدى العلامات الجزائرية، أن “الأسعار هذه السنة أقل من سابقاتها، بشهادة الزبائن”، مضيفا، وهو يستعرض قلم الحبر الجاف الجديد الذي أنتجته الشركة مؤخرا، أن “أسعار الأقلام انخفضت بشكل كبير، فهذا القلم يباع بسعر 25 دج فقط، مقارنة بالقلم الأجنبي الذي يتجاوز سعره 60 دج”وكمؤشر على انخفاض الأسعار، قال فراس، وهو ممثل لعلامة جزائرية أخرى، أن المقياس هو كراس 96 صفحة، الذي كان يباع بسعر 90 دج، وأصبح اليوم لا يتجاوز 75 دج. كما أشار إلى أن بعض المنتجات تعرف انخفاضا يتراوح بين 10 و20 بالمائة بمناسبة إقامة السوق الجواري، رغم أن “منتجات أخرى تعرف ارتفاعا في الثمن لايمكن تفاديه”. وأعربت سهام، عن ارتياحها للأسعار المعروضة مؤكدة أنها ستعود رفقة طفليها لشراء كل الأدوات لاحقا، لأنها وجدت في هذا السوق الجواري “أسعارا أفضل بكثير من تلك المتوفرة في المحلات”. وببلدية الرويبة، يتراوح سعر المحفظة بين 1500 و3200 دج في السوق الجواري، بينما يصل إلى غاية 4800 دج وسط المدينة، أما الأقلام الجافة فيتراوح سعرها بين 25 و50 دج في السوق ومن 40 إلى 60 دج في المحلات. ويوفر أحد العارضين في السوق الجواري أقلام تلوين منتجة محليا بسعر مميز، لا يتجاور 80 دج لعلبة من 12 قلما، وهي التي تعرض في المحلات لعلامات مستوردة بسعر لا يقل عن 240 دج. وبقصر المعارض بالصنوبر البحري، سمحت الطبعة الثالثة لمعرض الدخول المدرسي “لمسيد”، الذي خصص جزء معتبر منه لعرض وبيع الأدوات المدرسية، للأولياء باكتشاف باقة متنوعة من المنتجات المحلية والأجنبية.

 

ثمن المحافظ بين 1500 و4800 دج..

 

ويمكن على سبيل المثال اقتناء قلم حبر جاف بسعر 20 دج، وفقا لأحمد، ممثل للعلامة الجزائرية المصنعة لهذه الأقلام، الذي أوضح أن المنتج يصنع بالكامل في الجزائر، باستثناء الحبر الذي يستورد من ألمانيا.

وفي أحد أجنحة المعرض، يقف سفيان رفقة أبنائه لشراء عشرات الدفاتر، مؤكدا أن الأسعار “انخفضت هذه السنة”، لكن هذا “الانخفاض لم يمس كل الأدوات، فقد اضطررت لإنفاق 3200 دج لشراء محفظة واحدة، وهذا سعر مرتفع بالنسبة لموظف لديه ثلاثة أطفال متمدرسين”. ويتيح تنوع المنتجات بمعرض “لمسيد” خيارا واسعا للأولياء، حيث يتراوح سعر الأقلام الملونة مثلا ما بين 80 دج لعلبة من 12 قلما مصنعة محليا و850 دج لعلبة مماثلة مصنعة في الصين، كما يتراوح ثمن المحافظ بين 1500 و4800 دج. ورغم فارق الأسعار الموجود بين الأسواق الجوارية والمحلات، تشهد هذه الأخيرة بدورها إقبالا معتبرا لمواطنين يؤكدون تراجع الأسعار مقارنة بالسنة الماضية بفضل زيادة المنتجات المحلية المعروضة. وبمجرد دخول أي محل لبيع الأدوات المدرسية بالعاصمة، يلاحظ الزائر كثرة العلامات الجزائرية المعروضة مقارنة بتلك المستوردة، مع فرق واضح في الأسعار. وبحي “لاقلاسيار” الشعبي (المقرية) بباش جراح، أكد فاتح، بائع بمحل للأدوات المدرسية، “الانخفاض المحسوس” في أسعار الكراريس والأقلام، التي تشكل حصة الأسد في مكونات محفظة التلميذ، مشيرا في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار بعض الأدوات الأخرى المستوردة. وعبر بعض الزبائن بنفس المحل عن ارتياحهم لانخفاض أسعار الكراريس، معربين من جهة أخرى عن أملهم في رؤية أسعار الكتب المدرسية والمآزر والمحفظات تنخفض بدورها. وكانت وزارة التجارة وترقية الصادرات، قد توقعت سابقا تراجع أسعار الأدوات المدرسية بنسبة تقارب 20 بالمائة، بفضل تنامي عدد المستثمرين المحليين، وتحول أكثر من 25 مستورد إلى منتج، ليرتفع العدد الإجمالي للمنتجين المحليين إلى 66 منتجا يمثلون حصة تقدر بـ15 إلى 20 بالمائة من السوق الوطنية للمستلزمات المدرسية التي كانت تشهد هيمنة شبه تامة للاستيراد قبل سنوات، وهو ما سمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي في أكثر من مادة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الأسواق الجوارية بشكل ملحوظ في توفير أهم اللوازم المدرسية بأسعار منخفضة مقارنة بالسنة الماضية، حيث تم هذه السنة إطلاق ما لا يقل عن 182 تظاهرة على مستوى مختلف بلديات الوطن، بمشاركة نحو 1600 متعامل اقتصادي. ومن أجل الإختيار الجيد للأدوات المدرسية، أكدت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك في بيان لها” أنه مع بداية العام الدراسي، مسؤولية كل ولي تكمن في توفير الأدوات المدرسية التي تدعم نجاح أبنائنا في رحلتهم التعليمية، لكن لا يقتصر الأمر على شراء أي أداة أو قرطاسية فيجب أن نختار بعناية، وفق المعايير التربوية البيداغوجية التي تضمن أن تكون الأدوات داعمة للتعلم وليست مجرد لعب”. وحسب المنظمة فان” الكثير من الأدوات الموجودة في الأسواق اليوم، مثل القلم على شكل سيجارة، أو المبرة الذي يشبه السيارة، أو أدوات ذات أشكال غريبة، قد تبدو جذابة، لكنها تشوش على الطلاب وتقلل من تركيزهم على ما هو مهم وبالرغم من عدم تواجدهم في السوق المحلية لكن هذا لا يمنعنا أن نكون أكثر يقظة، خاصة الأدوات التي تخرج عن الرقابة”. ودعت المنظمة، إلى الحرص على اختيار الأدوات التي تساهم في تطوير قدرات أبنائنا الفكرية والحركية، وتجنب تلك التي قد تسبب لهم تشويشًا أو تقلل من جدية العملية التعليمية. نحن كأولياء، شركاء في مستقبل أبنائنا، وكل اختيار صغير نأخذه اليوم قد يكون له تأثير كبير غدًا.

سامي سعد