مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله المجيب

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله المجيب

 

المجيب هو الذي يجيب دعاء الداعين، ويغيث الملهوفين، ويعطي السائلين، ويجيب المضطرين، قال الله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” البقرة: ٦٨١، وقال عزَّ وجلَّ: “وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ” الصافات: ٥٧. لذلك أمرنا الله تعالى بالدعاء، ووعد سبحانه بالإجابة، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” غافر: ٠٦. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّ الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه ” ، لأن الداعي لا بد أن يُعطيه الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، قَالُوا: إِذن نُكْثِرُ! قَالَ: اللَّهُ أَكْثَرُ”؛ رواه أحمد في مسنده.

قال الحافظ ابن حجر: “كل داعٍ يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة: فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بعوضه”. وكما أن الله يجيب دعوة المؤمنين، فإنه تعالى يجيب دعوة الكافرين لحكمة، قال تعالى: _فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ” العنكبوت: ٥٦. ويقتضي اسم الله المجيب الإقبال على الله بالدعاء والسؤال بإخلاص، واليقين بأن الله تعالى لا بد وأن يستجيب كما وعد، وأن إجابته للدعاء قد تكون معجّلة، وقد تكون مدّخرة له في الآخرة، وقد تكون لصرْفِ سوءٍ أو شرٍ، ففي جميع الأحوال خيرٌ وعطاءٌ وبركة.