مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله اللطيفُ

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله اللطيفُ

ومِنْ أسماء الله الحسنى التي وردتْ في الكتاب العظيم: اللطيفُ، قال  تعالى ” لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ” الأنعام: 103، وقال تعالى حاكيًا قول يوسف عليه السلام ” إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ” يوسف: 100، وقال تعالى ” أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ” الملك: 14. قال الخطابي: اللطيف هو البَرُّ بعباده، الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويسبِّب لهم من مصالحهم من حيث لا يحتسبون، كقوله سبحانه ” اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ” الشورى: 19. وقال الشوكاني في قوله: ” إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ ” إن الله لطيف لا تخفى عليه خافية؛ بل يصل علمه إلى كل خفي. ومن معاني اللطيف أنه الذي يلطف بعبده ووليِّه، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من “العبد” على بال، حتى إنه يذيقه المكاره، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة، والمقامات النبيلة.

ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم: أولاً: أن الله عز وجل لا يفوته من العلم شيء، وإن دقَّ وصغُر أو خفي، وكان في مكان سحيق، قال تعالى ” وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” الأنعام: 59. فالله لا يخْفى عليه شيءٌ، ولا الخردلة – وهي الحبَّة الصغيرة التي لا وزن لها – فإنها ولو كانت في صخرةٍ في باطن الأرض أو في السموات، فإنَّ الله يأتِي بها، وهو اللَّطيف الخبير. فهذا عِلمه سبحانه في الجمادات وحركاتها وسكناتها، أما علمه سبحانه في الطيور والحيوانات وسائر الخلائق، فإن الله تعالى قال ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ” الأنعام: 38، وقال تعالى ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” هود: 6.