مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الكريم

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الكريم

إنه اسم الله “الكريم”، عظمت نِعَمُه، وكثُرت خيراتُه، ” وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ” إبراهيم: 34، سبحانه لا نُحصي ثناء عليه، فما أكرمَه! وما أرحمَه! والكَرَم صفةٌ تدلُّ على شرف في الشيء في نفسه، أو في خُلُقه، فيقال: رجل كريم، وفرس كريم، وسحاب كريم؛ قال تعالى في قصة سليمان عليه السلام: ” قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ” النمل: 29؛ أي: كتاب جليل عظيم.

أما الكريم اسمًا لله تعالى فقد عرَّفَه الغزالي تعريفًا جامِعًا، فقال: “الكريم: هو الذي إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا أعطى زاد على مُنتهى الرجاء، ولا يُبالي كم أعطى، ولمن أعطى، وإن رُفِعَت حاجةٌ إلى غيره لا يرضى، وإذا جُفِيَ عاتبَ وما استقصى، ولا يضيع مَنْ لاذَ به والتجأ، ويُغنيه عن الوسائل والشفعاء. فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكلُّف، فهو الكريم المطلق، وذلك لله سبحانه وتعالى فقط”.

وقد ورد اسم الله “الكريم” في القرآن الكريم ثلاث مرات في قوله تعالى: ” فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ” المؤمنون: 116، وفي قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ” الانفطار: 6، وفي قوله تعالى: ” وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ” النمل: 40، كما ورد اسمُه “الأكرم” مرة واحدة في قوله تعالى: ” اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ” العلق: 3، وهو من أوائل ما نزل من القرآن، كأن الله تعالى يُعَرِّف نفسَه لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بصفة عظيمة، كانت عند العرب من أعظم الصفات، وهي صفة الكرم؛ وإنما قال: “الْأَكْرَمُ”؛ لأنه عز وجل أكرمُ من كل كريم؛ بل أكرم مما يمكن أن يتخيَّلَه الكريم.