قال الله تعالى: ” وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” البقرة: ٢٠. وقال تعالى: ” قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ” الأنعام: ٦٥. وقال تعالى: ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ” القمر: ٥٤، ٥٥. القدير والقادر والمقتدر من القدرة، وهي القوة على الشيء والتمكن منه، والقدرة ضد العجز، واسم القدير أبلغ من القادر، والمقتدر أبلغ من القدير، لأن الزيادة في المبني زيادة في المعنى. فالله تعالى قديرٌ متصفٌ بالقدرة الكاملة المطلقة، فلا يُعجِزه شيء في الأرض ولا في السماء، ومن قدرته سبحانه إيجاد المعدوم، وإعدام الموجود، فهو القادر الذي يتيسر له ما يريد على ما يريد، ولا يمتنع عليه شيء، وإذا أراد شيئاً قال له: كن فيكون، فقدرته جلَّ وعلا موصوفة بالتمام والكمال. مقتضى هذه الأسماء الثلاثة التسليم بقدرة الله تعالى المطلقة، وأنه لا قادر إلا والله أقدر منه، فهو سبحانه القادر على كل شيء، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه لا يمكن لمخلوق الادعاء بهذه القدرة، فالله تعالى متصف بالكمال المطلق، والمخلوق متصف بالنقص والعجز والضعف. فالمؤمن لا شك أنه إذا علم أن الله هو القادر على كل شيء تعلّق قلبه به، وركن إليه، وترك المخلوق العاجز الضعيف، الذي لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله.