مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الغني

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الغني

 

الغني جل جلاله: هو الذي يغني مَن يشاء من عباده، حسب حكمته ورحمته؛ كما قال عز من قائل ” وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ” الأنعام: 133. الغني جل جلاله: هو الذي عطاؤه لا يمتنع، ومددُه لا ينقطع، وخزائنه لا تنفَد، وهنا يظهر الفرق بين غنى الرب وغنى العبد: فغنى الرب ذاتي، لا ينفك عنه؛ قال ابن القيم رحمه الله: هو سبحانه الغني بذاته الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه؛ لكماله وكمال صفاته، لا يتطرق إليه نقصٌ بوجه من الوجوه، بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة. أما العبد، فهو فقيرٌ بذاته، غنيٌّ بما أغناه الله، ففقر العبد مطلق؛ لأن حياته متعلقة بروحه، وروحُه أودعها فيه الغني بغير إذن منه، وجعلها عارية مستردة، وسيسلبها منه بغير إذن منه، ولا علم بذلك، فأين الغنى إذًا؟ ومن مظاهر غناه جل جلاله:

– أن الخلق لو اجتمع أولهم وآخرهم في صعيدٍ واحدٍ، فأعطى كلَّ واحدٍ منهم ما سأل، ما نقص من مُلكه مثقال ذرةٍ؛ عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة، قال: “يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنقصُ المُحيط إذا أدخل البحر” رواه مسلم.

– أنه تعالى لا تنفعه طاعة الطائعين، كما لا تضره معصية العاصين؛ قال الله تعالى في الحديث القدسي، حديث أبي ذرٍّ المتقدم: “يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما نقص ذلك من مُلكي شيئًا” رواه مسلم.

– أنه تعالى مالك السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما، لا شريك له في شيء من ذلك؛ قال تعالى: ” لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ” الحج: 64