مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الستير

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الستير

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ” رواه أبو داود في سننه، والستير من السَّتر، يقال: سَتَر الشيءَ، أي: غطّاه، وَحَجَبَه، وأخفاه. فالله الستير، أي: أنه سبحانه كثير السَّتر على عباده، يسترهم في الدنيا والآخرة، ولا يُظْهِر العيوب والفضائح والقبائح، وهو سبحانه يأمر بالستر، ويحب من عباده أن يستروا على أنفسهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “كُلُّ أُمَّتي مُعافى إلَّا المجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْه” متفق عليه. ويقتضي اسم الله الستير إثبات صفة الستر لله تعالى كما يليق بكماله وجلاله. وإذا كان الله تعالى قد سمَّى نفسَه بالستير، وأنه يحب الستر، كان حريٌ بالعباد أن يستروا على أنفسهم إذا وقعوا في الذنوب والمعاصي، ويستروا على غيرهم ولا يفضحوهم، فالفضيحة خصلة مذمومة قبيحة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ومَن سَتَر مُسلِماً، سَتَره اللهُ يومَ القيامةِ” متفق عليه. وحريٌ بالعبد أيضاً أن يدعو الله تعالى باسمه الستير بدوام الستر في الدنيا، وتمام الستر في الآخرة.