مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الرزاق

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الرزاق

 

إن من أسماء الله الحسنى العظيمة الرزاق؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ” إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ” الذاريات: 58، وقال جل وعلا: ” وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” المائدة: 114، وقال جل وعلا: ” وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ” الحج : 58، والآيات في هذا المعنى كثيرة. والرزاق هو الذي بيده أرزاق العباد وأقواتهم، وهو جل وعلا الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، الذي بيده أَزِمَّة الأمور، ومقاليد السماوات والأرض؛ قال الله تعالى: ” وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ” هود : 6، وقال جل وعلا: ” وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” العنكبوت: 60، وقال جل وعلا: ” إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ” الإسراء: 30، وقال جل وعلا: ” وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” البقرة : 212.

ولقد جاء في القرآن الكريم حديث واسع وبيان وافر لهذا الأمر العظيم، ألا وهو أن الرزق بيد الله تبارك وتعالى وأنه جل وعلا هو الرزَّاق ذو القوة المتين، وقد جاء حديث القرآن في بيان هذا الأمر العظيم في مقامين:

المقام الأول: مقام التفضل والإنعام، والعطاء والإكرام، وهذا جاء منه آيات كثيرة في كتاب الله تبارك وتعالى منها قول الله جل وعلا: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” الإسراء : 70.

والمقام الثاني:  مقام الدعوة إلى عبادة الله، وطاعته سبحانه وتحقيق التوحيد له، والقيام بطاعته جلَّ وعلا كما أمر، وفي هذا المعنى وردت آيات كثيرة في كتاب الله، يقول الله تبارك وتعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ” البقرة : 21 – 22؛ أي: لا تجعلوا لله شركاء في العبادة وأنتم تعلمون أنه لا خالق لكم، ولا رازق لكم غير الله تبارك وتعالى.