مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الرحمن

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الرحمن

مَن تأمَّل هذا الاسمَ الكريم أثمر ذلك في قلبه أمورًا عظيمة، ومنها:

أولًا: الحب: فقد جبلَتِ النُّفوس على حبِّ مَن أحسن إليها، وكيف لا يحبُّ الإنسانُ مَن أفاض عليه رحمتَه وعطفه، ومنَّته وفضله، ومَن هو أرحم به من أمِّه؟ جاء في الصَّحيح أنه قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبيٍ، فإذا امرأة من السبي تَبتغي إذا وجدَت صبيًّا في السَّبي أخذَتْه فألصقَتْه ببطنها وأرضعَتْه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النَّار؟”، قالوا: لا واللهِ وهي تقدر على أن لا تطرَحه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “لَله أرحَمُ بعباده من هذه بولدها” رواه البخاري.

ثانيًا: الرجاء وحسن الظن بالله: قال العزُّ بن عبد السلام: “من عرف سعةَ رحمة الله كان حاله الرَّجاء” وفي الصَّحيح: “قال الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي” رواه البخاري. وفي الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَحكي عن ربِّه عزَّ وجل: “قال أذنب عبدٌ ذنبًا فقال: اللهمَّ اغفِر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعَلِم أنَّ له ربًّا يَغفر الذَّنبَ ويأخذ بالذنب، ثمَّ عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفِر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثمَّ عاد فأذنب فقال: أي رب اغفِر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أن له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك” رواه البخاري.

ثالثًا: رحمة الخلق: ومَن استشعر رحمةَ الله تعالى وشاهَد ذلك بقلبٍ صادقٍ أفاض على قلبه رحمةَ الخلق؛ ولذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أرحمَ الخَلْق بالخلق، وسمَّاه ربه رحيمًا فقال تعالى: ” بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ” التوبة: 128. وقد أبصر الأقرعُ بن حابِس النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقبِّل الحسَنَ، فقال: إنَّ لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ واحدًا منهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّه مَن لا يَرحم لا يُرحم” رواه مسلم.