مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الحيي

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الحيي

هو الذي يستحيي ألا يجيب عباده، وألا يعطيهم ما سألوا ، هو الذي يستحيي مِن هَتْك العاصي وفضيحته وإحلال العقوبة به؛ فيستره ويعفو عنه ويغفر له ويتحبَّب إليه بالنِّعَم، ويستحيي من أن يفضحه يوم القيامة بعد أن ستره في الدنيا . قال ابن القيم رحمه الله: “حياء الرب لا تُدركه الأفهام، ولا تُكيِّفه العقول؛ فإنه حياء كرم وبرٍّ، وجود وجلال”

إن التعبُّد باسم الله الحييِّ يُثمر ولا بد عند المؤمن الحياء منه سبحانه مِن أن يكون على حالةٍ مشينةٍ يكرهها الله، وعلى حسب معرفة العبد بربِّه وأسمائه وصفاته يكون حياؤه منه؛ فأعظم الحياء ينبغي أن يكون مِن الله الذي نتقلَّب في نعمه وإحسانه ليل نهار، ولا نستغني عنه طرفة عين ونحن تحت سَمْعه وبصره، لا يغيب عنه مِن قولنا وفعلنا وحالنا شيء.

قال تعالى ” وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” يونس: 61. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “استحيوا من الله حقَّ الحياء”، قلنا: يا رسول الله، إنا نستحْيي من الله والحمد لله، قال: “ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حقَّ الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن ما حوى، وتذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرةَ ترك زينةَ الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقَّ الحياء” رواه الترمذي. وحفظ الرأس وما وعى: يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرَّمات. وحفظ البطن وما حوى: يدخل فيه حِفظ القلب عن الإصرار على المحرَّم، وحفظ البطن من أن يدخل إليها المحرَّم، وكذلك حِفظ الفَرْج عن الفواحش. وحُكي عن بعض السلَف: “خَفِ اللهَ على قَدْر قدرته عليك، واستحيي منه على قدر قربِه منك”.