وقعت معركة منيت بمنطقة منيت ببلدية عين امقل القريبة من القاعدة العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الفرنسي الخاضعة لإجراءات أمنية كبيرة، خاصة أنها تقع بالقرب من المنشأة النووية بإينكر التي ستشرع السلطات العسكرية الفرنسية في إجراء التجارب النووية الباطنية بها ابتداء من شهر نوفمبر 1961 كما أن هذه المنطقة تقع على مشارف جبال الهقار يتخللها مجرى وادي.
وقد شهدت المنطقة وقوع معركة بين مجموعة من مجاهدي جيش التحرير الوطني وقوات الاحتلال الفرنسي بتاريخ 03/10/1960 إثر تمكن قوات العدو الفرنسي من رصد تحركات هؤلاء المجاهدين وعددهم أربعة كانوا قادمين من المنيعة في اتجاه الهقار الذي قررت قيادة أركان الثورة أن تفتح به الجبهة الجنوبية منذ 1957 إلى أن تحقق ذلك فعليا سنة 1960، وقد كلفت هذه المجموعة بالاتصال بمجاهدي المنطقة للتنسيق بغية القيام بعمليات عسكرية تستهدف المنشآت العسكرية والاقتصادية الفرنسية سقط اثنين من المجاهدين في ساحة القتال .
وفي يوم 09 أكتوبر 1960 تم اللحاق بفوج المجاهدين المكون للقسمة 62 برئاسة المساعد بوصبيع أحمد مسؤول القسمة ومساعديه قادة بن قويدي سعيدات ومحمد مشاوري بديدي ومحمد بن قويدر بلكحل ونشبت بينهما معركة حامية الوطيس ابتدأت من منتصف النهار حتى المساء انتهت بانسحاب المجاهدين سالمين بدون جمالهم التي قتلت في أرض المعركة فأمسوا بلا أكل وشرب.
بقيت مجموعة من الإبل في تلك الأيام تتنقل في الليل لتأخذ ما تحتاجه من ماء من بعض رعاة التوارق بالمنطقة، وبعد أربعة أيام من المطاردة المتواصلة بالطائرات وفرق القومية وبفعل وشاية بعض الرعاة وهم في حالة عطش شديد وسط الصحراء القاحلة، نشبت بين الجانبين معركة كبيرة استخدم فيها سلاح الطيران والسيارات المحملة بالجند والمهاري، مما أدى إلى الاشتباكات مرة أخرى وسلم المجاهد بديدي محمد نفسه بعد أن أنهكه العطش الشديد وجرح أمحمد بوصبع وألقي القبض عليه بعد يومين بعدها واقتادوه إلى ورقلة حيث عذب واستشهد السيد امحمد بوصبيع على يد الاستعمار في ورقلة، وجثته لم تسلم إلى أهله ولم يعلم مكانها إلى الآن، وأما رفيقهما قادة سعيدات فقد صعد إلى الجبل واشتبك معهم حتى استشهد حيث تعرض لنيران المدافع الرشاشة ودفن في عين المكان.