من أهم محطات الثورة التحريرية

معركة “جبل مناور”.. حينما داس المجاهدون على كرامة المستعمر

معركة “جبل مناور”.. حينما داس المجاهدون على كرامة المستعمر

وقعت معركة “جبل مناور” في 5 سبتمبر 1957، وهي تُعد من أهم المعارك التي ميزت أحداث ثورة التحريرية المجيدة بمعسكر، بالنظر للخسائر الكبيرة التي تكبدها الجيش الاستعماري الفرنسي.

وحسب شهادة موثقة من طرف المديرية الولائية للمجاهدين وذوي الحقوق للمجاهد الراحل علي هلالي الذي شارك في هذه المعركة، فإن وقائعها تعود إلى محاولة جيش المستعمر الفرنسي رد الاعتبار لنفسه بعد ثلاث معارك شهدتها المنطقة خلال شهر سبتمبر من نفس السنة، حيث جهّز لعملية تمشيط بالقرب من جبل المناور.

وتعرضت قوات كتيبتي جيش التحرير الوطني بالمنطقة، اللتان كانتا بقيادة المجاهدين سي محمد وسي رضوان خلال عملية التمشيط، للحصار من قبل جيش الاحتلال، حيث لم يكن هناك أمام هذين القائدين رفقة كتيبتيهما سوى خيار واحد هو الوصول إلى جبل المناور والتمركز فيه.

وأسندت مهمة قيادة الكتيبتين معا إلى المجاهد سي رضوان الذي يعد قائد الكتيبة الثالثة في المنطقة السادسة بالولاية الخامسة التاريخية الذي أصدر أوامره إلى المجاهدين للتوجه إلى قمة جبل المناور للسيطرة على الموقف والتموقع، مما يمكن من السيطرة على تحركات وحدات الجيش الاستعماري الفرنسي.

واستطاعت الكتيبتان السيطرة على أرض المعركة بالرغم من تدخل طيران الاحتلال الفرنسي وكذا النيران الكثيفة للمدفعية الفرنسية، وفق ذات المصدر الذي أضاف أنه في حدود الساعة الواحدة زوالا من يوم الخامس سبتمبر 1957، أطلق المجاهد سي رضوان النار على طائرة عمودية فرنسية ليتمكن من إسقاطها، مما أدى إلى هلاك جميع ركابها من بينهم ضابط برتبة عقيد لتنهار معنويات جيش الاحتلال وتسود الفوضى في صفوفه، حيث بدأوا في الانحسار والتراجع.

ونجحت الكتيبتان بالخروج من هذا الحصار وحمل المجاهدون جرحاهم على أكتافهم وظهورهم، حيث كان من بينهم المجاهد البطل سي رضوان الذي أصيب في هذه المعركة جراء قنابل النابالم المحظورة التي استخدمها جيش الاحتلال الفرنسي لصد هجمات المجاهدين.

وتكبّد الجيش الاستعماري الفرنسي خلال هذه المعركة خسائر كبيرة تمثلت في هلاك 650 جنديا فرنسيا وإصابة عدد معتبر من الجنود بجروح، فضلا على إسقاط ست طائرات منها عمودية وقاذفة من نوع “ب 50 ميستر” و”جاغوار” و”كشافة”، إضافة إلى تضرر الكثير من الآليات.

وقد استشهد 69 مجاهدا من جيش التحرير الوطني وعشرة من سكان المنطقة مع إصابة 23 آخرين بجروح أغلبهم بقذائف النابالم المحظورة دوليا، حسب ذات المديرية.

وتم إجلاء المجاهد سي رضوان الذي قاد المعركة ببسالة إلى دوار “العناترة” بولاية معسكر، وقد استشهد بعدما ألقي عليه القبض من قبل المستعمر الفرنسي.