تحولت من كمين إلى معركة

معركة الشوابير.. استذكار لأهم معارك الثورة التحريرية

معركة الشوابير.. استذكار لأهم معارك الثورة التحريرية

استذكرت الجزائر ذكرى وقوع معركة الشوابير التي جرت وقائعها بجبال القعدة في 3 أكتوبر من سنة 1956 بين مجاهدي جيش التحرير الوطني وجنود الجيش الفرنسي الاستعماري، حيث تكبد فيها الجيش الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح وصلت إلى 1375 قتيلا، منهم 91 من الضباط الكبار وخسائر في العتاد حسب شهادة العقيد لطفي في الاستجواب الذي أجرته معه جريدة “المجاهد” في ماي سنة 1959، بينما سقط 40 قتيلًا من صفوف المجاهدين، هذه المعركة التي تحولت من كمين سمي بكمين الخطيفة يوم 02 أكتوبر 1956 إلى أهم معارك الثورة التحريرية.

جرت أحداث معركة الشوابير يوم الأربعاء 03 أكتوبر، فبعد توجه الكتائب الأربعة من منطقة البيض في الغرب الجزائري إلى مدينة الغيشة بولاية الأغواط، انفصلت كتيبة لعماري عن بقية الكتائب الأخرى لتقع في اشتباك مع العدو الذي كان في عملية تمشيط للمنطقة في المكان المسمى الخطيفة بالغيشة، في حدود الساعة الرابعة مساء حتى حلول الظلام، خسر العدو خلاله عددا كبيرا من جيشه وحرق 03 شاحنات وأسر 03 عساكر، أما من جانب الكتيبة فقد استشهد واحد وجرح آخر، ويعتبر كمين الخطيفة أول معركة جرت بتراب الغيشة، وبعد وصول خبر الكمين إلى بقية الكتائب التي رأت بأن أمرها قد كشف للعدو، اجتمعت الكتائب الثلاث مع قائد الجيش “مولاي عبد الله” لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة بعدها بدأت القافلة بالمرور وأمامها أربع (04) طائرات من نوع (ت 6) تمشط الطريق وعلى ارتفاع قريب من الأرض، وبعد لحظات بدأ المجاهدون يسمعون دوي الآليات العسكرية تخرج من أفلو متجهة نحو الطريق المؤدي إلى الغيشة، فأعطيت الأوامر للمجاهدين بأخذ مواقعهم على حافة الطريق، فتم حفر خنادق صغيرة مقدار كل جندي ليكمن فيها المجاهدون في الجهة الجنوبية للطريق وعدم إطلاق النار على العدو إلا بعد وصول أول شاحنة لآخر فيلق عسكري فرنسي حتى تحدث عملية التفاف على القافلة.

هذا، ويُذكر أن هذه المسافة كانت عبارة عن غابة أحرقت من طرف العدو بعد المعركة، لكن هذه الخطة لم تكتمل، فقد توقف جزء من القافلة عند الكتيبة التي كان يقودها “مولاي إبراهيم” التي باشرت في إطلاق النار، ومن هنا دخلت كل الكتائب في القتال، حيث دب الرعب والهلع في صفوف العدو.

وحسب شهود عيان من مدينة الغيشة، فإن القافلة بعد خروجها إلى منطقة الشوابير كانت ما تزال الشاحنات المحملة بالعساكر تخرج من القاعدة وعلى مسافة حوالي 30 كلم إلى مكان المعركة دلالة على قوة الحشود العسكرية التي كانت فرنسا تعد لإقحامها في مواجهة الثورة.