أقدمت القوات الاستعمارية الفرنسية في التاسع أكتوبر 1956، على قصف عنيف لمنطقة “أڨني أوزيضوض” ببلدية أزفون (تيزي وزو)، وتصدى مجاهدو جيش التحرير الوطني لذلك الهجوم بعزيمة كبيرة وشجاعة قوية.
وجاء هذا الهجوم العنيف، الذي أطلق عليه “عملية جناد” واستمر لخمسة أيام (من 9 إلى 12 أكتوبر)، كرد فعل من فرنسا الاستعمارية على فشل محاولاتها في الوصول الى معاقل الثورة في الجبال، حيث عملت على إنشاء جبهة مضادة لجيش التحرير الوطني في إطار ما عرف آنذاك بعملية “الطائر الأزرق” بالولاية التاريخية الثالثة.
وذكر أحد الناجين من هذه المعركة أن “عملية جناد” شنها الجيش الفرنسي ضد المجاهدين بعد فشله الذريع في محاولة إنشاء جبهة مضادة بالولاية التاريخية الثالثة.
وقد جندت فرنسا ترسانة ضخمة في إطار هذه العملية قدرت بنحو 10 آلاف جندي، موزعين على 10 كتائب، منها 7 كتائب من الصيادين الألبيين والفرقة الـ 27 للمشاة الجبلية، بالإضافة إلى كتيبتين من المظليين وكتيبتين من المدرعات، فضلا عن سفن حربية وطائرات مقاتلة من نوع “ب 26″، وفقا لما تضمنته الوثائق الموجودة بالمتحف الجهوي للمجاهد بولاية تيزي وزو.
وشرعت الطائرات القاذفة النفاثة “ب 26” في قصف المنطقة حوالي الساعة السابعة والنصف من صباح يوم 9 أكتوبر، قبل تدخل السفن الحربية في عرض البحر بأزفون في اليوم الموالي.
ورغم قلة العدة والعتاد، استطاع مجاهدو جيش التحرير الوطني بالمنطقة، مدعومين بمجاهدي المنطقة الثالثة وسيدي نعمان، من مواجهة العدو بكل ما لديهم من شجاعة واستعداد للتضحية في سبيل الوطن، وتمكنوا من صده بعد معركة ضارية استشهد فيها أزيد من 100 مجاهد ينحدر معظمهم من مناطق إفليسن وميزرانة وسيدي علي بوناب وآث جناد.
وبالمقابل، تكبد جيش العدو الفرنسي خسائر فادحة تمثلت في مقتل قرابة 400 جندي وتدمير العديد من الآليات الحربية مع استرجاع كمية من الأسلحة، وفقا لشهادات تاريخية.
وشكلت عمليات القصف الجوي والبحري وحملات التمشيط البرية التي شنها الجيش الفرنسي، بعد الهزيمة التي لحقت به في عملية “الطائر الأزرق”، حافزا قويا لمجاهدي جيش التحرير الوطني الذين قاموا بتكثيف الكفاح المسلح في جزء من منطقة إفليسن وأزفون.






