أكدت شجاعة جيش التحرير الوطني

معركة أقني أوزيضوض.. مواجهة شرسة بين المجاهدين والقوات الاستعمارية

معركة أقني أوزيضوض.. مواجهة شرسة بين المجاهدين والقوات الاستعمارية

تعتبر معركة أقني أوزيضوض بالولاية التاريخية الثالثة والتي جرت وقائعها ببلدية إفليسن شمال ولاية تيزي وزو، إحدى الأحداث التاريخية الشاهدة على شجاعة وعزيمة جيش التحرير الوطني على التضحية ومواجهة القوات المسلحة الهائلة للجيش الاستعماري الفرنسي من أجل استقلال الجزائر.

ونشبت هذه المعركة في 9 أكتوبر 1956، حسب شهادة سابقة للمجاهد محمد منصور وهو ابن قرية أدرار بإفليسن، وكان من الناجين من هذه المعركة التي نشر فيها الجيش الفرنسي كما هائلا من الجنود والعتاد الحربي، وجاءت معركة أقني أوزيضوض التي لقبت بـ “عملية جناد” والتي جندت لها فرنسا الاستعمارية ترسانة حربية ثقيلة، محاولة منها للانتقام من جيش التحرير الوطني الذي أفشل خطة “العصفور الأزرق” التي أعدها العدو لإفشال الثورة في الولاية التاريخية الثالثة، من خلال محاولة تشكيل جيش عميل.

للتذكير، فقد لقيت عملية “العصفور الأزرق” فشلا ذريعا بفضل حنكة جيش التحرير الوطني الذي تمكن من خداع فرنسا، واستخدم هذه العملية للحصول على الأسلحة لفائدة الثورة، وأشار المجاهد أن عملية جناد، التي يتذكر أحداثها بوضوح و”كأنها جرت أمس”، كانت حملة عقابية ضد المجاهدين، بعد الفشل المرير لمحاولته إنشاء جيش عميل في الولاية التاريخية الثالثة.

وأضاف قائلا: “المشاهد المروعة لوابل النيران التي اجتاحت المنطقة خلال معركة أقني أوزيضوض التي بدأت يوم الثلاثاء على الساعة السابعة والنصف صباحا مع وصول الطائرات الحربية والطوافات، وانتهت يوم الجمعة، لا تزال محفورة في ذاكرتي بوضوح حتى اليوم”.

في اليوم التالي، أي يوم الأربعاء، قام المستعمر بإقحام السفن الحربية في المعركة التي كانت بعرض البحر بأزفون، حيث كانت تقصف ساحل المنطقة بأكمله من سي يحيا حتى قمة أقني أوزيضوض.

وحسب ما تم تدوينه في وثائق عن المعركة، فإن الجيش الاستعماري حشد، في إطار عملية جناد، ترسانة كبيرة، من بينها الفرقة 27 للمشاة الألبيين، و10 فيالق، 7 منها للقناصين الألبيين، وفيلقين للمظليين، وفيلقين كذلك للمدرعات وسفن وطائرات حربية.

وحشد الاستعمار الفرنسي لهذه المعركة حوالي 10.000 جندي، ورغم قلة عتاد جيش التحرير الوطني وجنوده، مقارنة بحشود فرنسا، تمكن من مواجهة قوات العدو بفضل عزيمة وتصميم وشجاعة المجاهدين الذين كان سلاحهم الأقوى هو رغبتهم القوية في تحرير البلد.

وكانت الخسائر جمة بالنسبة للعدو، إذ تمكن جيش التحرير الوطني من القضاء على 400 جندي فرنسي وتدمير العديد من الآلات الحربية منها شاحنات وعربات قتالية، كما تمكن جيش التحرير الوطني من جمع العديد من الأسلحة.