يعرف الجناح الجزائري بمعرض هافانا الدولي الـ 28 للكتاب -الذي افتتحت فعالياته الخميس الماضي ويحتضن الجزائر ضيف شرف– إقبالا كبيرا للزوار الكوبيين على مختلف إصداراته التي تعرّف بتراث وتاريخ وثقافة الجزائر.
وشهدت عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد) توافدا كبيرا لهؤلاء، حيث قال زائر كوبي لـ “واج” إنه أتى “للتعرف على ثقافة الجزائر وأدبها”، في حين عبر أحد كبار السن الذي سبق له وأن عاش بالجزائر عن “سعادته الغامرة” لاحتضان الجزائر ضيف شرف، معتبرا أن حضوره وسط الجزائريين “أعاد إليه ذكرياته السعيدة”.
ويضم الجناح 200 عنوان (أي 600 نسخة كتاب) بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية إضافة إلى كتب “براي”، حيث تعرّف كلها بتاريخ وتراث وثقافة وأدب الجزائر، غير أن معروضات الجناح سيخصص 80 % منها للمكتبة الوطنية الكوبية” (خوسي مارتي)، في حين “سيمنح الباقي للسفارة الجزائرية بهافانا” حسب محمد إيقارب مسؤول الجناح الجزائري.
وبالإضافة إلى الكتب المعروضة يمنح الجناح الجزائري أيضا فرصة التعرف على 21 عنوان كتاب لأدباء جزائريين باللغة الإسبانية كانت وزارة الثقافة الكوبية قد تكفلت بترجمتها على غرار المجموعة القصصية “أزرق إلى الأبد” لمرزاق بقطاش وروايات “بحر بلا نوارس” لجيلالي خلاص و”أرض النساء” لنصيرة بلولة و”قسم أتوشا” لعز الدين ميهوبي.
وما زاد الجناح جذبا للزوار حضور الخطاط المبدع الطيب العيدي الذي أمتع الكوبيين بتدوين أسمائهم الإسبانية بجماليات الحرف العربي، وكذا فنانة الحناء نسيبة عنتر التي جذبت انتباه الكوبيات برسوماتها الجميلة على أياديهن وأذرعهن، بالإضافة إلى الحكواتية سهام كنوش التي أمتعت الصغار والكبار بحكاياها وملابسها وحركاتها الجميلة.
وكان الجناح الجزائري قد عرف تنظيم محاضرتين حول “حقوق المؤلف” و”النشر” في الجزائر نشطهما على التوالي كل من المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن شيخ الحسين، وكذا مدير الكتاب والمطالعة العمومية بوزارة الثقافة جمال فوغالي، في حين ستنظم الأسبوع المقبل ندوتان حول “تاريخ وحاضر الأدب الجزائري” وكذا “الأدب النسوي” سينشطهما كل من الأكاديمي حمادي عبد الله والروائية مايسة باي.
يشارك بمعرض هافانا الدولي الـ 28 للكتاب -الذي يحتفي بالذكرى الـ 60 لـ “الثورة الكوبية”- حوالي الـ 120 عارضا من 43 بلدا وسط حضور كبير للجمهور الكوبي الذي توافد على مختلف الأجنحة الخاصة بدور النشر الناطقة بالإسبانية سواء كانت كوبية أو من دول أمريكا اللاتينية أو من إسبانيا.
غير أن ما يلاحظ على منشورات الدور الكوبية -التي تمثل أغلب الدور الحاضرة بالمعرض- أنها تركز في مجملها على “التراث الثقافي والسياسي والنضالي لزعماء الثورات” في كوبا وأمريكا اللاتينية على غرار فيدال كاسترو وتشي غيفارا وخوسي مارتي (مفكر ومناضل في أواخر القرن التاسع عشر)، حيث لا يخلو مكان أو زاوية من المعرض من صور هؤلاء “القادة التاريخيين” كما يصفهم الكوبيون.
ويرى عدد من الكوبيين ممن التقتهم “واج” أن هؤلاء الثوار “زعماء وطنيين كبار حرروا كوبا وبنوها وحموها لسنين طويلة من الهيمنة الأمريكية”، ولهذا يكرمون في كل طبعة من معرض الكتاب بل “في كل حياتنا اليومية” كما قالوا.
وفي إطار هذا الاحتفال أيضا، كرمت الطبعة الـ 28 للمعرض الكاتب الكوبي إدواردو هيراس ليون الذي كان قد شارك في الثورة الكوبية (1959) وخصص معظم مؤلفاته الأدبية والفكرية لها، ما أدى لمنحه في 2014 “الجائزة الوطنية الكوبية للأدب” التي تعتبر أرفع تكريم أدبي بالبلد. وتستمر فعاليات معرض هافانا الدولي الـ 28 للكتاب إلى غاية 27 من الشهر الجاري.
ب/ص