اُفتتح، سهرة الخميس، بالجزائر العاصمة، معرض للصور الفوتوغرافية من انجاز أطفال وشباب يافعين من مخيمات اللاجئين الصحراويين حملوا لأول مرة الكاميرا للتعبير عن آمالهم وطموحاتهم، وهذا بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالجزائر، وفي إطار إحياء اليوم العالمي للطفل المصادف لـ 20 نوفمبر من كل سنة.
وأشرفت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالجزائر، السيدة كاترينا يوهانسون، بحضور عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وكذا البطلة الأولمبية في الملاكمة إيمان خليف، على افتتاح المعرض الذي يحتضنه قصر الثقافة مفدي زكرياء بعنوان “من خلال عيوننا”، الذي يوثق بعدسات أطفال وفتيان يافعين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، لحظات من حياتهم اليومية وقصصهم في المدارس وفضاءات الرياضة ورصد لبعض التقاليد الصحراوية كاللباس التقليدي الصحراوي وصناعة الشاي والأطباق التقليدية وغيرها من مظاهر الحياة اليومية.
ويضم المعرض الذي سيتواصل لغاية 26 نوفمبر الجاري أزيد من 50 صورة فوتوغرافية بالألوان التقطتها عدسات هؤلاء الأطفال والفتيان وبكل عفوية، وهو ثمرة ورشة نظمت في إطار برنامج اليونيسف للتعليم الإنساني ومهارات الحياة لفائدة 30 طفلا من المدارس بالمخيمات تحت إشراف المصور الإيطالي الشهير، جياكومو بيروزي، الذي قدم لهم مهارات التصوير الفوتوغرافي، ضمن مبادرة تسعى إلى تمكين هؤلاء الأطفال من خمسة مخيمات للاجئين الصحراويين من مهارات التصوير الفوتوغرافي كأداة للتعبير عن واقعهم، كما تعكس الصور تحدياتهم وأحلامهم وتطلعاتهم مستقبلا وكذا رصد لعناصر الهوية والتراث الوطني الصحراوي الثري على غرار الرقص والموسيقى.
ويعكس المعرض -الذي ينظم بالشراكة مع وكالة التعاون الإسبانية وتماشيا مع موضوع يوم الطفل العالمي لهذه السنة (2025) الذي يحمل شعار “يومي، حقوقي”- روح اتفاقية حقوق الطفل من خلال تقديم لمحة عن الواقع الذي يواجهه هؤلاء الأطفال والقضايا التي تهمهم أكثر إلى جانب آمالهم وأحلامهم في المستقبل.
وفي كلمة لها بمناسبة الافتتاح الرسمي للمعرض، أشارت السيدة كاترينا يوهانسون إلى أن هذه المبادرة “تتزامن وإحياء ذكرى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي اعتمدت في 20 نوفمبر 1989″، وأنها “تأتي ضمن برنامجنا للتعليم الإنساني في المخيمات وهي لا تقتصر على التصوير الفوتوغرافي بل تهدف إلى تعزيز مهارات حياتية مثل القيادة والثقة بالنفس والإبداع والتواصل والتعبير والعمل الجماعي والصداقة”. كما أوضحت ذات المتحدثة أن “هذا العام ونظرا للأولوية التي نعطيها في عملنا للاستجابة لاحتياجات أطفال اللاجئين الصحراويين وعائلاتهم ولأن هذا العام يصادف مرور خمسة عقود على أزمة اللاجئين الصحراويين (..) فقد أردنا القيام بشيء مختلف يسلط الضوء على واقعهم ويحتفي أيضا بالأطفال الصحراويين”. وأضافت ذات المتحدثة أن “أطفال اللاجئين الصحراويين الذين أمسكوا آلة تصوير لأول مرة في حياتهم واختاروا بأنفسهم ما يريدون التقاطه، اختياراتهم، ووجهات نظرهم، فقصصهم جميعها تجسد موضوع اليوم العالمي للطفل لهذا العام “يومي، حقوقي” ويعكسون المبدأ الأساسي لاتفاقية حقوق الطفل الدولية”.
وبدوره، أعرب رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني، عن امتنانه لـ “مبادرة منظمة اليونيسف التي ركزت من خلال إحياء هذه المناسبة الدولية على وضعية اللاجئين الصحراويين”، مضيفا أن “تنظيم هذه الورشة التكوينية في مجال الصورة الفوتوغرافية لفائدة الأطفال في مخيمات الصحراوية بكل من العيون والسمارة وأوسرد والداخلة وبوجدور، كان لها صدى كبير لدى الأطفال وفي نفوسهم خاصة أنها المرة الأولى التي يحملون فيها الكاميرا”.
ومن جهة ثانية، قدم طفلان من المشاركين بصورهم في هذا المعرض شهاداتهم الحية حول شغفهم بهذه التجربة وظروف تدريباتهم في فن التصوير وأهمية مثل هذه المبادرات الدولية في إيصال صوت قضيتهم العادلة إلى العالم. كما تميز اللقاء بتقديم فيلم تسجيلي قصير من 4 دقائق بعنوان “قلم أزرق” أبرز جهود منظمة اليونيسف من خلال مكتبها بالجزائر في دعم التعليم.
ق\ث