يعد معرض الصور الفوتوغرافية “قبل مائة سنة في الجزائر” الذي يحكي رحلة اثنين من الآباء البيض عبر الواحات الجزائرية سنة 1903، و ما عايشاه من حياة يومية ومساكن تلك الحقبة محطة ثقافية هامة.
ويضم هذا المعرض الذي تم تنظيمه بمركز الفنون لقصر رياس البحر بمبادرة من المركز الثقافي والتوثيق الصحراوي عديد الصور االفوتوغرافية الأرشيفية تم التقاطها بمدن غرداية والمنيعة وعين صالح أو في منطقتي توات والساورة.
ويبرز جزء من هذا المعرض بعنوان “في الواحات الصحراوية، رحلة اثنين من الآباء البيض سنة 1903” مناظر من وادي ميزاب في مطلع القرن الأخير مع عديد الصور الفوتوغرافية تظهر ساحة السوق ومختلف القصور وصورا عن الحياة اليومية التي تشمل الأفراح الشعبية وملابس تلك الحقبة والحياة الفلاحية في المنطقة.
وشملت تلك الرحلة التي قام بها القسيس غيران والأب فيلار على ظهر الجمال في الفترة الممتدة بين فيفري وجويلية 1903 كلا من منطقة توات وقورارة بأدرار، حيث أعجب الرحالة بقصور تمنطيط وواحة دلدول وبمدن رقان واولف وتيميمون، حيث قاما بتصوير الحياة اليومية في تلك المدن والبؤس الذي كان يقاسيه سكان تلك المناطق فضلا عن العمران السائد في الواحات.
كما يقترح المعرض على الزوار اكتشاف مناظر الجنوب الكبير بعين صالح وواحة تيت، وكذا النصوص الأصلية من دفتر رحلة المستكشفين الذين كانت مهمتهما تتمثل في “وصف الظروف المعيشية للسكان (…) والبحث عن السبل الكفيلة بمساعدتهم”.
ولدى عودتهما إلى الشمال، اقترح المستكشفان نظرة أخرى على منطقة الساورة (الجنوب الغربي) مع عدة وقفات في واحات كرزاز وتاغيت وبني عباس وايغلي والفغيغ أو أيضا فندي، حيث قاما بتخليد المناسبات الدينية في بعض المزارات فضلا عن عمران القصور في تلك المناطق.
وفضلا عن هذا المعرض قام المركز الثقافي والتوثيق الصحراوي بعرض صور فوتوغرافية تعود إلى ذات الحقبة الزمنية في منطقة القبائل مع بورتريهات ومناظر طبيعية وصور الأطفال في المدرسة أو في مركز تكوين الحرف وفي المدينة وميناء الجزائر وقصبتها، علاوة على مناظر من مدينة الجلفة.
كما تم تخصيص مجموعة من الصور لمدينة الأغواط وعين ماضي وقصر الكردان وضريح أحمد التيجاني.
في هذا الصدد، أكد القائمون على المركز أن هذه الصور الفوتوغرافية الأرشيفية قد وجدت مؤخرا بروما وتم عرض جزء منها في كل من غرداية والجلفة والأغواط وورقلة، وسيتواصل المعرض بقصر الرياس إلى غاية 23 نوفمبر الجاري.