تحل الجزائر ضيفة شرف على الدورة الـ49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تنطلق فعالياته في 27 جانفي الجاري.
وتشارك الجزائر بجناحين خاصين، الأول يضم مجموعة من الإصدارات الفاخرة والأعمال الكاملة لأهم الشخصيات التاريخية والسياسية والثقافية في الجزائر، ويضم الجناح الآخر الناشرين الجزائريين الذين يفوق عددهم 70 دار نشر بالإضافة لمشاركة المؤسسات والهيئات الثقافية الجزائرية، حيث تضم الكتب الجزائرية المشاركة قرابة 4 آلاف عنوان في الرواية والقصة والتاريخ والتراث، و98 % باللغة العربية.
وستكرم الجزائر بالمناسبة العديد من الوجوه الثقافية والفنية والاعلامية الذين قدموا الكثير لبلدنا أيام الفترة الاستعمارية وبعد الاستقلال.
وسيشمل التكريم الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة المصري نظير جهوده المتميزة في التواصل والتعاون الثقافي بين مصر والجزائر.
كما سيتم تكريم المخرج العالمي يوسف شاهين الذي قدم للعالم شخصية المجاهدة البطلة “جميلة بوحيرد”، حيث ستحضر أسرته لتسلم التكريم.
وأيضًا سيكرم الفنان الكبير عزت العلايلي الذي جمعته الكثير من الأعمال السينمائية مع جزائريين وشارك في أفلام باللهجة الجزائرية، مثل فيلم “طاحونة السيد فابر” وهو فيلم جزائري تم إنتاجه عام 1973، وأخرجه أحمد راشدي، بطولة نخبة من الفنانين المصريين منهم الفنان عبد المنعم مدبولي، عزت العلايلي، إلى جانب الممثل الأمريكي جاك روفيلو. وتدور أحداث الفيلم حول فترة سياسية من حياة الجزائر ما بعد الاستقلال بين عامي 1963 و1965.
وتكرم الجزائر أيضا الإذاعي أحمد سعيد، مذيع “صوت العرب”، حيث عاش أروع حدثين في حياته مرتبطين بتاريخ الثورة الجزائرية خلال حياته المهنية هما إذاعة بيان الثورة الجزائرية بصوته في أول نوفمبر 1954، والثاني حضوره شحن أول دفعة أسلحة للثورة الجزائرية في صيف نفس العام.
واحتفظ أحمد سعيد ببيان الثورة في مكتبه لمدة 3 أيام قبل إذاعته بصوته ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، وإذاعة “صوت العرب” قطعت إرسالها تلك الليلة وشرعت في بث الأناشيد الوطنية الجزائرية، وإعادة بث البيان ونقل أخبار العمليات الفدائية في الجزائر على مدى 24 ساعة متتالية.
ويحظى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، بتكريم خاص، لما له من موقف واضح عندما اندلعت أزمة الكرة المعروفة، وكتب مقالا بعنوان “ما هذا الحمق؟”، يوضح انزعاجه الشديد من تلك الأزمة، حيث تحدث عن الجزائر ثورة وتاريخًا وأدبًا، وذكّر فيه بالعلاقات التاريخية بين مصر والجزائر، وأعاد إلى الأذهان دعم مصر للثورة الجزائرية، وامتزاج دم أبناء البلدين فى خط المواجهة في سيناء، والموقف الذي لا ينسى للرئيس بومدين حين وضع شيكا على بياض أمام القيادة الروسية، مقابل إرسال طائرات وأسلحة لمصر وتحدث عن علاقته بالأدب الجزائري.
ويحظى أيضًا بالتكريم عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس، نظرًا لقيمته العلمية والثقافية، محليًا وعالميًا، فالعالم الكبير له بصمات كبيرة أسهمت في كتابة التاريخ، فكان من أهم الاكتشافات الأثرية “مقابر العمال بناة الأهرام، وادي المومياوات الذهبية، مقبرة حاكم الواحات البحرية في العصر الصاوي – الأسرة 26 وعائلته”.
كما أن للعالم الكبير زاهي حواس مؤلفات كثيرة نذكر منها “سلسلة أهرامات مصر، والمرأه المصرية القديمة، وأبو سمبل معابد الشمس المشرقة، وسيدة العالم القديم، وأسرار أبو الهول، وأسرار من الرمال، والعصر الذهبي لتوت عنخ آمون، ووادي المومياوات الذهبية”.
وتأتي مشاركة الجزائر كضيفة شرف في هذا المعرض بعد أن كانت مصر ضيف شرف على معرض الجزائر الدولي للكتاب في دورته التي أقيمت فعالياته في أكتوبر 2016.
وتم اختيار الأديب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي كشخصية معرض القاهرة للكتاب، الذي سيقام هذا العام تحت شعار “القوى الناعمة.. كيف؟”.