الزائر لمعرض الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف بفضاء “رواق الزوار” بالجزائر العاصمة سيقف عند لوحات إبداعية هناك يجتمع فيها الحب والوفاء لكل ما هو جزائري عبر رحلة صوفية ساحرة إلى عوالم المرأة وفق خيارات لونية تشع بالحياة، حيث تعتمد على تقنية مختلطة تجمع بين الورق والقماش.
ويضم المعرض الذي اختارت له الفنانة عنوان “ارتقاء”، قرابة 30 عملا فنيا يتدفق بالضوء والحركة بمختلف الأحجام وبخلفية وتأطير أبيض وتقنيات تنفرد بها الفنانة هوادف التي تعمل منذ سنوات على توظيف عناصر الطبيعة والتراث الجزائري الغني وبصماته بروح حالمة عارفة، وهي تجتهد على تجديد رؤيتها الفنية بجماليات وقاموس لوني وتطعيمها بتفاصيل تعكس شخصيتها الإبداعية الواعية ما يجعلها من رائدات الفن المعاصر في الجزائر.
وتقدم الفنانة في معرضها سلسلة بورتريهات لنساء يرقصن “رقصة الدراويش” وهن يرتدين أبهى أزيائهن وحليهن بزركشة بديعة والطربوش الأحمر يعلو أجسادهن في حركات متماوجة وسط حدائق من الأزهار والأشجار، لترسم بذلك فسيفساء من الرقصات في فضاء من الألوان يغلب عليها الأزرق والوردي والبرتقالي والأزرق والأصفر والأخضر في تماوج مذهل يعج برائحة الأصالة.
كما تمنح الأعمال الفنية المعروضة، للجمهور فرصة اكتشاف تجربة مغايرة في الفضاء التشكيلي الجزائري من خلال انتقائها واختيارها لمواضيع روحية صوفية عالية وإبراز جماليات التراث الجزائري، من خلال الأزياء والأقواس والعمران وفضاء تحرك هؤلاء النسوة ودورانهم الأنيق في فلك السؤال الوجودي في عالم متحرك على غرار لوحات “سماء”، “اكتشاف الذات”، “أسرار الكون”، “تحليق”، “أسرار للبوح”، “هنا وهناك”، “ضوء القلب” وغيرها.
من جهة أخرى، تقدم الفنانة مجموعة ثرية من التحف الفنية الخزفية المميزة من حيث التصميم والألوان المستلهمة من التراث الأمازيغي لمنطقة الأوراس التي تنحدر منها كتجربة موازية مع الرسم.
وتخرجت جهيدة هوادف، وهي من مواليد 1963 بنقاوس بولاية باتنة، من المدرسة العليا للفنون الجميلة للجزائر العاصمة وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بالجزائر والخارج، حيث سمحت لها أعمالها الإبداعية المتميزة بالحصول على عدة جوائز، إلى جانب الإشراف على ورشات فنية للأطفال على مستوى عديد المتاحف ويعتبر عملها الفني بحثا دائما عن الجمال والسمو بالفن والذائقة إلى الأعلى.
ب/ص