معرض “إتيان دينيه حب لا ينطفئ” بباريس.. روائع من الجنوب الجزائري

معرض “إتيان دينيه حب لا ينطفئ” بباريس.. روائع من الجنوب الجزائري

يحتضن معهد العالم العربي بباريس إلى غاية 9 جوان 2024 معرضا للفنان المستشرق اتيان دينيه المولع بجمال الجنوب الجزائري خاصة بوسعادة والأغواط، حيث تبقى لوحاته شاهدا حيا على جزائر القرن الـ19 م. ويعتبر إتيان دينيه من جيل الرسامين المستشرقين الذين بقيت لوحاتهم شاهدة على حبهم وانبهارهم بالجزائر التي كانت تمدهم بسحر الشرق.

ولد إتيان دينيه في باريس عام 1861، وتلقى تعليمه في كلية الفنون الجميلة ثم في أكاديمية جوليان، اكتشف الجزائر بالصدفة عام 1884 عندما انضم إلى رحلة نظّمها صديق له، ليبقى بعدها لعقدين يقضي خلالهما شتاءه في فرنسا وصيفه في رسم واحات الجزء الجنوبي من الجزائر، من عام 1895، تخلى عن أي مصدر للإلهام خارج مواضيع الجزائر.

تختلف لوحاته مع الرسامين المستشرقين الذين كانوا يصبّون اهتمامهم فقط على الجوانب اللامعة لـ “الشرق” الوهمي الذي ينتقده إتيان دينيه، فهو في المقام الأول رسام واقعي، وفي عام 1904، استقر دينيه في بوسعادة، حيث كان الوجود الفرنسي أقلّ وضوحا هناك مقارنة ببسكرة، واختار مراقبة الحياة القبلية والبدوية والمدينة، وكفنان كان مهتما بالتصوير، ورسم لحظات من يوميات الجزائريين وكذا الطبيعة، فرسم جريان المياه والنباتات.

اعتنق إتيان دينيه الإسلام عام 1913 تحت اسم نصر الدين، فأكملت هذه الخطوة اختياراته الجمالية والروحية، كما استغل مكانته ووجاهته للتدخل نيابة عن السكان الأصليين، فانتفض ضد الواقع الاجتماعي الظالم بشكل ملحوظ، وشغل دورا مدنيا هاما خلال الحرب العالمية الأولى، حيث دعا بشكل ملح إلى ضرورة الامتنان للجنود المسلمين الأصليين.

نشر دينيه كتاب “حياة محمد، نبي الله” في عام 1918، ثم سافر لأداء مناسك الحج عام 1929، قبل وفاته في نفس العام. من اللوحات المعروضة هناك “السجود، صلاة عند شروق الشمس”، عام 1914، وكذا لوحة “فيليب ليون دينيه” والد الفنان، عام 1889، و”فيضان نهر المزي،” 1890.

ب\ص