هدد سكان “حي الجبل” – “لوميار” سابقا- ببلدية الأبيار، بالخروج إلى الشارع وقطع الطريق في حالة عدم ترحيلهم والاستفادة من سكنات لائقة، خصوصا بعد مرور 23 عملية ترحيل والانطلاق في ما بعدها، التي مست
معظم الأحياء القصديرية على مستوى العاصمة، وجاء تهديدهم في ظل التهميش واللامبالاة من طرف السلطات المحلية التي لا تكترث للوضعية المزرية التي يتخبطون فيها جراء غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، والتي ضربت كل شكاويهم وانشغالهم عرض الحائط دون أن تعي ما يتهددهم من مخاطر بالمكان ذاته الذي وصفوه بـ”الجحيم”.
55 سنة من المعاناة ومصير مجهول
يعاني السكان من التهميش واللامبالاة من طرف المصالح المحلية، التي لم تكترث لوضعيتهم المزرية والمشاكل التي يعانون منها منذ 55 سنة، حيث يعتبر حيهم من أقدم الأحياء القصديرية بالعاصمة ويضم أكثر من 40 عائلة تعيش وسط محيط لا يصلح لعيش حتى الحيوانات، كما عبر هؤلاء عن استيائهم من المصالح المعنية بالترحيل التي لم تحرك ساكنا من أجل ترحيلهم وتخليصهم من مقاساتهم اليومية، التي تزداد يوما بعد يوم، خاصة وأن عديد الأحياء القصديرية عرفت عملية الترحيل من طرف السلطات المحلية شأن سكان حي “ديار الشمس”، الذين استفادوا من سكنات لائقة في مختلف بلديات العاصمة، وهددوا بوقفة احتجاجية في حالة عدم ترحيلهم في الأيام القادمة، لأنهم لحد الساعة لم يطالبوا رئيس بلدية الابيار بترحيلهم من الجحيم التي يتذوقون مرارته كل يوم.
الضيق زاد من معاناتهم
وما زاد من غضبهم واستيائهم، أنهم من سكان الأحياء القصديرية القديمة بالعاصمة كما أنهم من السكان الأصليين، ترعرعوا في العاصمة وورثوا السكنات أبا عن جد والوثائق تثبت ذلك، ورغم هذا لم يستفيدوا من سكنات تليق بهم، سيما أنهم في الأحق أسبق من الأحياء القصديرية الحديثة، التي معظمها نشأت نتيجة النزوح الريفي أو الهروب من الإرهاب في العشرية السوداء، كما أن منازلهم أو بالأصح “البرّاكة” المتكونة من غرفة واحدة، لا تكفي لأربعة أفراد فما بالك بـ7 أفراد من عائلة واحدة، يتجرعون مرارة الضيق والحرمان.
غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة
هذا ويفتقر الحي لأدنى شروط الحياة الكريمة وتنعدم به ابسط الحاجيات الضرورية، على غرار الماء والكهرباء ناهيك عن غياب قنوات الصرف الصحي، هذه المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم ، حيث أن حيهم يفتقر لمياه الشرب مما يضطرون للاستنجاد بالأحياء المجاورة كعين الزبوجة وحي “عبد الوهاب” و”ساكريكور” من أجل الظفر بقطرة ماء، أضف إلى ذلك انعدام شبكة الكهرباء أدى بهم الى إيصالها بطريقة عشوائية، الأمر الذي يجعلهم في خطر دائم، لاسيما في فصل الشتاء وتهاطل الأمطار التي في كثير من الأحيان تتسبب في شرارة كهربائية تؤدي الى اشتعال النيران في البيوت المصنوعة من الخشب والقصدير، مما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال، زد على ذلك غياب قنوات الصرف الصحي التي تسببت في انتشار المياه القذرة وانبعاث الروائح الكريهة التي لا تحتمل، وعلى المرء أن يتخيل الأمراض والأوبئة المنتشرة جراء تنفس تلك الروائح والغازات السامة التي تفرزها، بما في ذلك انتشار مختلف الحشرات الضارة والجرذان المعرضين لسمومها يوميا.
وعليه هدد سكان حي “الجبل” بقطع الطريق والقيام بوقفة احتجاجية في حالة عدم استفادتهم من عمليات الترحيل التي ما تزال مستمرة حسب تصريحات الوالي، عبد القادر زوخ، لاسيما وأنهم ضاقوا ذرعا من المعاناة التي يكابدونها منذ عدة سنوات.