مظاهرات 11 ديسمبر 1960… المحطة الكبرى للاعتراف الدولي بالثورة الجزائرية

elmaouid

تلاحم شعبي وراء مبدأ “لا حياة دون الاستقلال”

…. حينما دوى صوت الشعب “الجزائر جزائرية”

هي واحدة من مواقف الشعب الجزائري الصامد، وحلقة من حلقات التاريخ المجيد، التي أوصلت صوت الجزائر للعالم حين خرج الجزائريون في مظاهرة سلمية ضد سياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على

الجزائر جزءا من فرنسا،

وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين ما زالوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية.

 

 

تُحيي الجزائر، اليوم، الذكرى السابعة والخمسين، لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، هذه المظاهرات الشعبية، التي أكدت حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية وفظاعته أمام العالم، وعبرت عن تلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني.

 

ديسمبر.. محطة خالدة في تاريخ الشعب والثورة

تاريخ الجزائر الطويل والعريق، تاريخ ثورة التحرير المظفرة التي حوصلت أمجاد ماضيها، وانطلقت في نوفمبر رافضة استعمارا غاشما كبّل، وقيد شعبا بأكمله في حريته وكرامته وعزته، بعد أن عمل على طمس ثقافته وتقاليده وأعرافه الأصيلة، مستغلا ثرواته وخيراته، موجها أسلوبه الاستعماري نحو كل مقدرات الأمة تلبية لرغباته اللامتناهية، وتطلعات مستوطنيه دون أدنى اعتبار للسكان الأصليين.

لقد دونت ثورة التحرير، طيلة أعوامها القاسية في سجل ذاكرة الأمة، ومحطات كبرى، وسلسلة من المعارك المشهودة، ومآثر خالدة، وأعمالا جساما لم يسجلها فرد بعينه، بل كانت من زخم الشعب ومن رحم ضميره الباطني والجمعي، والتي تستحق كل التقدير والاهتمام، ومن بين المحطات البارزة، التي تعيد للذاكرة الجماعية أحداثها، مظاهرات 11 ديسمبر 1960.

هذه الذكرى الخالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين، أو ممن اكتووا بنارها من أبناء وطننا المفدى، كانت من بين الحلقات الأخيرة، لملحمة نوفمبر، الثورة أين تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية، وذابت فكرة الاستقرار الاستعماري الحاقد، وبينت في الوقت ذاته سياسة المحتل وفضحت مشاريعه وعرت منهجه، ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية.

إن 11 ديسمبر 1960، ذكرى خالدة في سجل إنجازات هذا الشعب الأبي الذي جسد روح التضامن الوحدة وعبر بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه مدركا، أن لا بديل عن الاستقلال، غير الفعل الثوري، والصبر على المكاره ورفع التحديات، والسمو بالهمة إلى مستوى الوعي التاريخي.

 

محاولة فاشلة لوأد الثورة وعزل جبهة التحرير

وحسب المؤرخين، فإن الجنرال ديغول، كان يريد من خلال هذه المحاولة الفاشلة، عزل جبهة التحرير الوطني وأعضاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، عن الشعب الجزائري. لكن الشعب الجزائري أظهر مرة أخرى نضجه السياسي المتميز وأفشل مناورة القادة الفرنسيين آنذاك. وبرفعهم لشعارات تعكس تطلع الشعب إلى قيام “جزائر مسلمة ومستقلة” وتعبيرهم عن دعمهم لجبهة التحرير الوطني ولجيش التحرير الوطني وللحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من خلال رفعهم للأعلام الجزائرية، فإن المتظاهرين كتبوا بدمائهم صفحة أخرى مجيدة من تاريخ مقاومة الشعب الجزائري للمستعمر الفرنسي.

 

بدأت من بلكور وعمت أرجاء الوطن

ارتكز ديغول على الفرنسيين – الجزائريين لمساندة سياسته والخروج في مظاهرات واستقباله في ولاية عين تيموشنت يوم 9 ديسمبر 1960، وعمل المعمرون على مناهضة ذلك بالخروج في مظاهرات وفرض الأمر على الجزائريين للرد على سياسة ديغول الداعية إلى اعتبار الجزائر للجميع في الإطار الفرنسي، حيث كان المعمرون يرددون شعارات “الجزائر فرنسية”.

وبعد وقائع المظاهرات المساندة لسياسة ديغول يوم 9 ديسمبر، ومظاهرات المعمرين يوم 10 منه، جاء زحف المظاهرات الشعبية، بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر، لتعبر عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة مطالبا بالاستقلال التام، وخرجت مختلف الشرائح في تجمعات شعبية في الساحات العامة عبر المدن الجزائرية كلها.

ففي الجزائر العاصمة عرفت “ساحة الورشات” (أول ماي حاليا)، كثافة شعبية متماسكة مجندة وراء العلم الوطني، وشعارات الاستقلال وحياة جبهة التحرير، وعمت شوارع “ميشلي” (ديدوش مراد حاليا)، وتصدت لها القوات الاستعمارية والمعمرون المتظاهرون، وتوزعت المظاهرات في الأحياء الشعبية في بلكور وسلامبي، باب الوادي، الحراش، بئر مراد رايس، القبة، بئر خادم، القصبة ومناخ فرنسا (وادي قريش)، كانت الشعارات متحدة كلها حول رفع العلم الوطني وجبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة و”تحيا الجزائر”، وتوسعت المظاهرات لتشمل العديد من المدن الجزائرية: وهران، الشلف، البليدة، قسنطينة، عنابة وغيرها حمل فيها الشعب نفس الشعارات ودامت المظاهرات أزيد من أسبوع.

 

المستعمر يُعذب والجزائريون في المظاهرات لأسبوع

وفي مدينة وهران، غرب الجزائر، خرج غلاة الفرنسيين مرددين شعار الجزائر فرنسية، كما خرج الجزائريون ينادون باستقلال الجزائر، ومع تدخل القوات الاستعمارية في عمق الأحياء الشعبية، سقطت العديد من الأرواح الجزائرية دون أن تمنع خروج المتظاهرين إلى الشوارع في اليوم الموالي هاتفين بالاستقلال وحياة جبهة التحرير الوطني.

وبعيدا عن العاصمة ووهران، دامت المظاهرات أزيد من أسبوع شملت قسنطينة، عنابة، سيدي بلعباس، الشلف، البليدة، بجاية، تيبازة وغيرها، بينت كلها بفعل الصدى الذي أحدثته على أكثر من صعيد، حالة الارتباك التي أصابت الاستعمار وعن مدى إصرار الشعب الجزائري على افتكاك السيادة المسلوبة، وبالمناسبة ألقى فرحات عباس، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة آنذاك، في 16 ديسمبر 1960 خطابا في شكل نداء أشاد فيه ببسالة الشعب، وفضح فيه للعلن وحشية وغطرسة الاستعمار. 

 

أخيرا… الأمم المتحدة تعترف بعدالة القضية الجزائرية

خلفت مظاهرات 11 ديسمبر التي واجهتها قوات الاحتلال الفرنسي بالعنف مئات الضحايا من السكان الجزائريين من بينهم أطفال، كما كان لها تأثير على شعوب العالم ودخلت فرنسا في نفق من الصراعات الداخلية وتعرضت إلى عزلة دولية بضغط من الشعوب، الأمر الذي أجبر ديغول على الدخول في مفاوضات مع جبهة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري، وهو الأمل الوحيد لإنقاذ فرنسا من الانهيار الكلي، كما سجلت هذه المظاهرات اقتناع هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها، حيث صوتت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية ورفضت المبررات الفرنسية الداعية إلى تضليل الرأي العام العالمي، وبذلك اتسعت دائرة التضامن مع الشعب الجزائري عبر العالم خاصة في العالم العربي وحتى في فرنسا نفسها.

 

 

التفاف شعب كسر وجه الاستعمار البشع في أوساط المجتمع الدولي

عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية، مرة أخرى، عن أهمية الكفاح المسلح، وتضافر جهود الشعب، والتحام كافة فئاته فلقن درسا للاستعمار الغاشم آنذاك، وانكشف وجه الإستعمار الغاشم في أوساط المجتمع الدولي، شرقيه وغربيه ليعلو صوت الجزائر، مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية، مؤكدا للجميع صدق الرسالة، وسلامة النهج، وأحقية المطلب الشعبي في افتكاك حريته، وتجسيد سيادته ورفع علمه.

فجاءت هذه الأحداث، في خضم تصاعد سطوة المحتل الذي أوغل في استعمال القوة الغاشمة في جل العمليات العسكرية الكبرى التي شنها ضد المجاهدين، كعملية الأحجار الكريمة، وعملية المجهر، وعملية الشرارة، وغيرها، فضلا عن محاولة خنق الثورة، وفصلها عن محيطها في الداخل بفرض المناطق المحرمة، والمعتقلات الجماعية، والسجون، ومحاولة فصلها في الخارج، الهادف إلى عزل الوطن عن محيطه، وعزل الولايات التاريخية عن بعضها البعض، ومن ثم يسهل عليه خنق الثورة ووأدها.

تلك كانت الإستراتيجية الجديدة التي تفتقت عنها عبقرية المستعمر التي انتهجتها فرنسا آنذاك لتطويق الثورة وعزلها عن الشعب بالإبادة الجماعية وكثرة المحتشدات، والمحاكمات الصورية، ومراقبة المؤن، وفرض الجوع والفقر، إلى غير ذلك من الأعمال والممارسات اللاإنسانية.

لقد عانى شعبنا ويلات الاحتلال، وصبر وكابد في سبيل كسر الطوق حتى تعالت صيحات الرجال كصدى الرعد، وتصاعدت زغاريد النساء أنغاما تنطق صدقا ووفاء في عز أيام شتاء ممطر، قبل سبعة وخمسين عاما خلت لتشكل تلك المظاهرات في ربوع الجزائر كلها، ولاسيما في الجزائر العاصمة المحروسة، فأفعمت قبول كل الجزائريات والجزائريين، بروح التصدي، وضرورة الصمود. وقابلت القوات الاستعمارية الشعب بالقمع، فشهد العالم أجمع صور التحدي ومظاهر القمع، فازداد يقينا بعدالة القضية، وبضرورة إنهاء الاستعمار ولم تفل الدبابات، وأرتال الجيوش، وأسراب الطائرات في العزائم، فتلاحم الشعب مع ثورته كبركان إذا انتفض، ورعد إذا سطع، وجبل إذا صمد.

فبفضل أبناء الجزائر، أدركت فرنسا الاستعمارية عمق القطيعة معها وتعزز موقف الشعب في المحافل الدولية، وازداد مناصروها في العالم.

فأحداث 11 ديسمبر 1960، كانت فصل الخطاب في زمن الارتياب لميلاد نوفمبر الحقيقة والأسطورة.

وتظهر صورة جديدة باتت تغيبها فرنسيا الاستعمارية عن الشعب الجزائري في التلاحم والاتحاد، لنصرة قضيته التي رسمها نوفمبر الثورة بريشة الجهاد، وبمداد دم الشهداء، جوهرها الصدق والإيمان، والوفاء للوطن.

المطلوب منا، نحن أبناء أمة ذات رسالة، تعزيز تراثنا والاهتمام بتاريخنا، وامتلاك ناصية المعرفة والعلوم، وزرع بذور المصالحة والتصالح، وشحذ الهمم الخيرة، واستئصال جذور ومظاهر الفتنة، ونبذ الفرقة والتشرذم، وإزالة الانطواء، وإعطاء العمل قيمته، وللعلم مكانته.

إن تاريخ ثورة التحرير يمكننا من استنباط واستقراء ما ندعو إليه اليوم، وما يصبو إليه أبناء الجزائر الذين أثبتوا عزمهم دائما في مختلف المواعيد المصيرية في الدفاع عن الحق، واختيار المصالحة الوطنية نهجا قويما يساهم في تعزيز الشعور بالانتماء الحضاري، والمشاركة الفعالة في الإصلاحات الواسعة التي تمس وتشمل العديد من المؤسسات والمواضيع، وتهدف جملة وتفصيلا إلى النهوض بتنمية متوازنة، تحقق الرفاهية وتعيد الأمل المنشود في جزائرنا، لاستكمال مشروعنا الوطني التحريري البنائي الذي بشرت به ثورتنا المجيدة.

 

مظاهرات 11 ديسمبر بعيون من عايشوها

المظاهرات خلقت عزة وكرامة الشعب الجزائري ورغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه المظاهرات إلا أن ذكراها لا تزال راسخة في قلوب كل من عايشها، وما زال يستذكر أحداثها بتفاصيلها، تفاصيل وإن كانت مؤلمة إلا أنها مظهر من مظاهر تلاحم الشعب وإصراره على العيش بكرامة.

 

المجاهد خالد عباس: “مظاهرات 11 ديسمبر ما هي إلا قنبلة ذرية أخيرة لهزم فرنسا خلال الثورة”

قال المجاهد خالد عباس أحد المتظاهرين في مسيرة 11 ديسمبر1960  بشارع بلكور، إنها حققت أهدافها كاملة، بسبب ما خلقته من تيارات مناهضة للثورة بل وحازت على تأييد بعض الساسة الفرنسيين خاصة اليساريين وتحريك الرأي العام الفرنسي، هؤلاء، كما قال المجاهد خالد عباس “كانوا من أوائل المنادين إلى فرنسة الجزائر وأصبحوا بعد ديسمبر يعترفون بظلم فرنسا الغاشم”، وأكد أن مظاهرات 11 ديسمبر التي بدأت في عين تيموشنت والتي انتقل صداها إلى العاصمة عبر شارع بلكور ثم باب الوادي حققت سندا قويا للثورة في هيئة الأمم المتحدة، وأصبحت الثورة الجزائرية ثورة ذات طابع عالمي، وقال بأن مظاهرات 11 ديسمبر 1960  من بين المحطات البارزة، التي تعيد للذاكرة الجماعية أحداثها. هذه الذكرى الخالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين، أو ممن اكتووا بنارها من أبناء وطننا المفدى، كانت من بين الحلقات الأخيرة، لملحمة نوفمبر، الثورة أين تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية، وذابت فكرة الاستقرار الاستعماري الحاقد، وبينت في الوقت ذاته سياسة المحتل وفضحت مشاريعه وعرت منهجه، ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية.

 

الأستاذ الطيب بوسعد: “نتائج مظاهرات 11 ديسمبر وضعت فرنسا في مأزق الاعتراف بحرية الجزائر” 

قال الطيب بوسعد المؤرخ وأستاذ علم التاريخ إن 11 ديسمبر 1960، ذكرى خالدة في سجل إنجازات هذا الشعب الأبي الذي جسد روح التضامن والوحدة وعبر بصدق للعالم أجمع عن مطلبه السامي لحرية وطنه مدركا، أن لا بديل عن الاستقلال، غير الفعل الثوري، والصبر على المكاره ورفع التحديات، والسمو بالهمة إلى مستوى الوعي التاريخي.

لقد عبرت تلك المظاهرات الجماهيرية، مرة أخرى، عن أهمية الكفاح المسلح، وتظافر جهود الشعب، والتحام كافة فئاته فلقن درسا للاستعمار الغاشم آنذاك، فانكشف وجه الاستعمار الكالح في أوساط المجتمع الدولي، شرقيه وغربيه ليعلو صوت الجزائر، مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية، مؤكدا للجميع صدق الرسالة، وسلامة النهج، و أحقية المطلب الشعبي في افتكاك حريته، وتجسيد سيادته ورفع علمه.

فجاءت هذه الأحداث، في خضم تصاعد سطوة المحتل الذي أوغل في استعمال القوة الغاشمة في جل العمليات العسكرية الكبرى التي شنها ضد المجاهدين، كعملية الأحجار الكريمة، وعملية المجهر، وعملية الشرارة، وغيرها.

فضلا عن محاولة خنق الثورة، وفصلها عن محيطها في الداخل بفرض المناطق المحرمة، والمعتقلات الجماعية، والسجون، ومحاولة فصلها في الخارج، الهادف إلى عزل الوطن عن محيطه، وعزل الولايات التاريخية عن بعضها البعض، ففي نفس العام، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 ديسمبر، بإصدار لائحة اعترفت فيها بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير، كما اعتبرت نفسها مكلفة بتطبيق هذا الإجراء.

وبذلك انقشعت سحب الأوهام،وتأكد للعالم أن جبهة التحرير الوطني هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري مما أعطى دفعا لمسار المفاوضات الختامية، فتعزز بذلك التنسيق بين الداخل والخارج، وتدعمت الثورة معنويا وعسكريا وديبلوماسيا، مما أفضى إلى الاستقلال، وتقرير المصير، وبناء الدولة الوطنية الحديثة التي ننعم اليوم فيها بعزتنا، وكرامتنا، وسيادتنا.

وقال بأن بعد 11 ديسمبر بدأت تظهر صورة جديدة باتت تغيبها فرنسا الاستعمارية عن الشعب الجزائري في التلاحم والاتحاد، لنصرة قضيته التي رسمها نوفمبر الثورة بريشة الجهاد، وبمداد دم الشهداء، جوهرها الصدق والإيمان، والوفاء للوطن.

المطلوب منا، نحن أبناء أمة ذات رسالة، تعزيز تراثنا والاهتمام بتاريخنا، وامتلاك ناصية المعرفة والعلوم،وزرع بذور المصالحة والتصالح، وشحذ الهمم الخيرة، واستئصال جذور ومظاهر الفتنة، ونبذ الفرقة والتشرذم، وإزالة الانطواء، و إعطاء العمل قيمته، وللعلم مكانته.

إن تاريخ ثورة التحرير يمكننا من استنباط واستقراء ما ندعو إليه اليوم، وما يصبو إليه أبناء الجزائر الذين أثبتوا عزمهم دائما في مختلف المواعيد المصيرية في الدفاع عن الحق، واختيار المصالحة الوطنية نهجا قويما يساهم في تعزيز الشعور بالانتماء الحضاري، والمشاركة الفعالة في الإصلاحات الواسعة التي تمس وتشمل العديد من المؤسسات والمواضيع، وتهدف جملة وتفصيلا إلى النهوض بتنمية متوازنة، تحقق الرفاهية وتعيد الأمل المنشود في جزائرنا، لاستكمال مشروعنا الوطني التحريري البنائي الذي بشرت به ثورتنا المجيدة.