كشف باحثون من خلال دراسة تم إجراؤها، مؤخرا، عن مضاعفات عصبية خطيرة يمكن أن تحدث لدى الأطفال بعد إصابتهم بالإنفلونزا الموسمية، خصوصاً الأطفال الذين يعانون بالفعل من مرض في الجهاز العصبي، وتحديداً الأمراض المزمنة.
وقال المشاركون في الدراسة إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على المضاعفات العصبية المرتبطة بالإنفلونزا لدى الأطفال قبل 5 سنوات؛ لأن معظم الأطباء لا يتوقعون حدوث مثل هذه المضاعفات لدى الأطفال بسبب ندرتها.
وتُعدّ هذه الدراسة الأولى التي تضع رقماً محدداً لمدى تكرار حدوث هذه المضاعفات لدى الأطفال المصابين بالإنفلونزا ولديهم مشكلة عصبية سابقة.
تشنجات والتهابات وخلل في الوعي
بعد تعريف المضاعفات العصبية الخطيرة المرتبطة بالإنفلونزا بأنها تلك التي يُضطر معها المصاب إلى دخول المستشفى بعد الإصابة نتيجة أعراض عصبية معينة، بعضها يمكن أن يكون مهدداً للحياة، وشملت هذه المضاعفات: التشنجات، والالتهاب الشوكي، و”التهاب المخ” (عرَض خطير جداً يمكن أن يؤدي إلى الوفاة)، وحدوث خلل في درجة الوعي، وتغيرات عقلية واضحة، مثل عدم القدرة على فهم الكلام، والرد بشكل عشوائي، وعدم الوعي بالمكان أو الوقت، وأيضاً حدوث خلل في حركة الأطراف وعدم القدرة على المشي بخطوات سليمة ومتزنة.
دراسة الحالات
تتبع الباحثون مجموعة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في ولاية تينيسي الأمريكية التي تُعدّ من الولايات الخمس الكبرى من حيث إصابات الإنفلونزا بالولايات المتحدة، وذلك خلال المدة من عام 2016 حتى 2020.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الصغار المصابين بمشكلات عصبية معينة من أكبر فئات المجتمع عرضة لخطر الإصابة بالمضاعفات العصبية الخطيرة للإنفلونزا؛ خلافاً لتوقع الجميع، وأن هناك ضرورة لتطعيمهم بالمصل الواقي من المرض قبل موسم الشتاء حتى يمكن تجنب حدوث المضاعفات.
نصائح للأطباء والآباء
نصحت الدراسة الأطباء بضرورة معرفة التاريخ المرضي للأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة؛ لمعرفة هل يعانون من مرض عصبي أم لا، في حال إصابتهم بنزلات البرد أو أعراض الجهاز التنفسي العلوي التي تشبه الإنفلونزا، حتى لو كانت الأعراض بسيطة، والتعامل معها باهتمام.
ونصحت أيضاً الآباء بالحرص على أن يتناول أبناؤهم المصل الواقي من الإنفلونزا؛ لأنه يخفف من حدة الإصابة ويقلل من احتمالية حدوث المضاعفات.
درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج
الراحة ثمّ الراحة
يزيد احتمال الإصابة بنزلة برد إذا كنت مرهقاً، إذ يُساهم النوم في تعزيز نظام المناعة، حيث يحتاج الشخص البالغ ما بين 7 – 8 ساعات من النوم يومياً، في حين يحتاج الأطفال والمراهقون 10 ساعات أو أكثر من النوم.
غسل اليديْن
اغسل يديك في شكل منتظم بالماء والصابون أو استخدم الجيل المعقّم قبل تناول الطعام والشراب وبعد استخدام دورة المياه. احرص على غسل اليدين جيداً وتجنّب لمس عينيْك أو أنفك أو فمك بيديْك.
لقاح الإنفلونزا
ينبغي أخذ لقاح الإنفلونزا كلّ عام بما أنّه يتمّ إعادة تصميم هذا اللقاح باستمرار لحمايتك من معظم فيروسات الإنفلونزا بدءاً بالإنفلونزا الموسمية ووصولاً إلى أخطر الفيروسات مثل إنفلونزا الخنازير. إلى جانب ذلك، تتراجع مناعة الجسم ضد الفيروس مع مرور الوقت، وذلك دليل آخر على أهميّة الاستمرار في أخذ اللقاح كلّ سنة.
ما العمل في حال الإصابة بالإنفلونزا؟
عدم الاقتراب من الآخرين
يتفشى فيروس الإنفلونزا عبر الرذاذ المُتطاير عند السعال أو العطس أو الكلام. وقد ينتقل الفيروس لمسافة متريْن من مصدره، لذلك، لا بدّ من استخدام منديل لتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس لتفادي تفشي الإنفلونزا. ويُنصح أيضاً بالبقاء في المنزل خلال المراحل الأولى من الإصابة بالإنفلونزا لتجنّب نشر العدوى في صفوف الزملاء أو الأشخاص المحيطين بك. ومن الممكن أن تكون الإنفلونزا معدية ما بين اليوم الأوّل واليوم الرابع الذي يسبق ظهور الأعراض وما بين اليوم الخامس والسابع بعد ظهور الأعراض.
تعقيم المقتنيات الخاصة
يصعب التخلّص من فيروس الإنفلونزا الذي يُمكن أن يعيش على الأسطح الصلبة لمدّة قد تصل إلى 24 ساعة. لذلك،
لابد من تنظيف وتعقيم المساحات المحيطة بك والمقتنيات التي تستخدمها على نحو مستمرّ مثل الهاتف الخلوي أو جهاز الكمبيوتر. ولا بدّ أيضاً من تنظيف الأغطية والبياضات والصحون قبل أن يستخدمهم أي شخص آخر.
ق. م