– أنا مع تجديد وتطوير لباسنا التقليدي تماشيا مع الموضة والمحافظة على أصالته
لم تكتفِ بموهبتها في فن تصميم الأزياء بل أرادت أن تصقلها باتباع دراسة خاصة في جامعة أمريكية مختصة وتخرجت كمصممة أزياء، حاولت خلال تصميمها للأزياء أن تترك عليها بصمتها الخاصة وتفضل أن تدخل بعض الروتوشات على الألبسة التقليدية الجزائرية وعصرنتها تماشيا مع الموضة مع المحافظة على أصالتها.
إنها مصممة الأزياء المبدعة فلة زروق التي زارتنا في مقر جريدة “الموعد البومي” وكان لنا معها هذا الحوار…
– كيف جاءتك فكرة ولوج عالم تصميم الألبسة، وهل درست التخصص لتصبحين مصممة أزياء أم اكتفيت بالموهبة؟
* كانت والدتي وأنا صغيرة تقصد الخياطة لتخيط لها الألبسة خاصة التقليدية، ومن حينها وأنا مولعة بهذا العالم وكانت لدي أفكار ورغبت في تصميمها، ومن هنا جاء تبني فكرة أن أصبح مصممة أزياء، فدخلت جامعة عالمية مختصة في هذا المجال في الولايات المتحدة الأمريكية ومعتمدة في الجزائر وتحصلت على ديبلوم كمصممة أزياء، ومن هنا انطلقت في احتراف هذه المهنة.
– ما الفرق بين الخياطة ومصممة الأزياء؟
* الخياطة تقصدها الزبونة لتخيط لها موديلا معينا من اللباس من اختيارها وحتى القماش هي من تختاره عكس مصممة الأزياء، فهي تبتكر نماذج لموديلات وتصممها وتضع بصمتها عليها.
– تشتكي الزبونة من غلاء الفساتين التي تقوم مصممة الأزياء بتصميمها، ما قولك؟
* مقارنة بالمراحل التي تتم بها خياطة هذه الفساتين وأيضا الجهد المبذول من طرف المصمم والمواد المستعملة، فلا أظن أن ثمنها مبالغ فيه، وفي كثير من الأحيان عندما تقصدني الزبونة ويعجبها أحد الموديلات، وثمنها لا يكون في متناولها، فنتشاور من أجل إرضائها ونعدل في الموديل وفق ما يرضيها ويناسبها.
– لكن العروس في الوقت الحالي تفضل كراء فساتين التصديرة على شرائها، من جهة لغلائها ومن جهة أخرى لعدم استعمالها بكثرة
بعد ذلك، ما تعقيبك؟
* أنا أفضّل أن تقتني ثلاثة أو أربعة فساتين من الطراز العالي بدل كرائها، بل عليها أن تكسب هذه الفساتين وتحافظ عليها ويمكنها استعمالها مرة أخرى في مختلف المناسبات بدل لجوئها لكراء الفساتين مرة أخرى لحضور مختلف المناسبات، وفي كل مرة تدفع ثمن كرائها الذي يعادل أو يفوق فيما بعد ثمن شرائها.
– انتقادات كثيرة في أغلب الأحيان توجه لمصممي الأزياء الذين يعدلون في اللباس التقليدي إلى درجة تشويهه وجعله لا يتناسب وعاداتنا وتقاليدنا، ما قولك؟
*أنا مع تجديد الألبسة التقليدية تماشيا مع العصرنة والموضة ولابد من مواكبة التطورات، والتجديد لابد ألا يتجاوز أصالة اللباس التقليدي، وأكيد لا يرضيني التجديد الذي يجعل اللباس التقليدي مفضوحا ولا يتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا باعتبارنا مجتمعا محافظا وتصاميمي دائما تجمع بين التقليدي والعصرنة.
– هل تقدمين نصائح للعروس التي تقصدك لاقتناء تصاميمك؟
* أكيد أقدم لها النصائح لأن العروس لابد أن تكون مميزة عن غيرها في ذلك اليوم، وهذا ما أنصح به كل من تقصدني من العرائس، فلابد أن تختار ما يناسبها من نوعية القماش واللون الذي يناسب بشرتها والموديل الذي يناسب قدها أيضا، وهنا تكمن مهمتي كمصممة أزياء، وشعاري الذي أتبناه دائما هنا هو “لتكوني مميزة كوني مختلفة”، والعروس لابد أن تكون استثنائية يوم زفافها وتشكيلة فساتينها لابد أن تكون مختلفة عن باقي الحضور حتى تصنع الفارق.
– اللباس التقليدي الجزائري الذي تزخر به مختلف مناطق الجزائر هو سفير وممثل ثقافتنا وتقاليدنا العريقة، هل ترين أن مختلف هذه الألبسة التقليدية استطاعت أن تصل إلى العالم؟
* ليس كل الألبسة التقليدية، فهناك “الكراكو” مثلا لم يجد مكانته العالمية لأنه لم يجدد بالشكل المطلوب حتى يواكب الموضة والعصرنة وما زال يصمم بتشكيلته القديمة، والتطوير أو التجديد أراه ضروريا ليعرف لباسنا مكانته العالمية مثل القفطان الذي تم تجديده.
– وبدورك صممت الكراكو بطريقة عصرية وبألوان رائعة تماشيا مع متطلبات العصر، كيف قوبل تجديدك له؟
* كما سبق وأن ذكرت، فإن التجديد مطلوب في الألبسة التقليدية الجزائرية تماشيا مع العصرنة، وتجديد الكراكو والتعديلات التي أدخلتها عليه بإضافة بصمتي استحسنها الجميع، وبهذا التجديد أرى أن الكراكو يمكن أن يمثلنا في المحافل الدولية وتكون هناك سفيرة للكراكو كما هو الشأن للقفطان الذي جاب العالم مثل ما فعلت الفنانة دنيا بطمة بالقفطان الذي أوصلته للعالمية بفضل التجديد وتشكيلة التصاميم لهذا اللباس في كل مرة، وهذا ما أسعى إلى تحقيقه بدوري بفضل التجديد الذي أدخله في تصميمي للألبسة التقليدية الجزائرية.
– مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورية في حياة المبدع لإيصال إبداعاته للعالم، ماذا عنك؟
* أكيد، الوسائل التكنولوجية الحديثة بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورية في حياتنا، وبفضلها الفكرة تصل أسرع وأبسط وأسهل وتنتشر في العالم ويتعرف عليها عامة الناس، وما يعاب على بعض الناس استغلال هذه الوسائل لتحطيم إبداعات الغير وعدم احترامهم للأفكار والتجديد الذي يعمل عليه المبدع، وأنا أطالب دائما باحترام أفكار الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
– تشكيلتك المتنوعة من الموديلات التي عرضتيها مؤخرا تحمل تجديدا واضحا للعيان وفيها بصمتك الخاصة، ماذا تنتظرين من هذا التجديد؟
* تشكيلتي متناسقة من حيث اختيار الأقمشة المستعملة والألوان وحتى الإكسسورات، وهذا التجديد من أجل إبراز بصمتي والمحافظة على تقاليدنا في مجال اللباس ليستمر مع مختلف الأجيال، لأنه لو تركناه على حلته القديمة ولم نجدد فيه حسب متطلبات العصر سيختفي، ولذا فتجديدي وإدخال روتوشات على اللباس التقليدي الجزائري وعصرنته أمر ضروري ليعرف الاستمرارية، ومن خلال عرض الأزياء لتصاميمي أعرف مدى قبول الناس لتجديدي وبصمتي التي أدخلها على الألبسة التقليدية وأحرص دائما على أن تكون غير بعيدة عن الأصالة باعتبارنا مجتمعا محافظا.
حاورتها: حورية/ ق