يتقلّب أمر الإنسان في الحياة الدنيا بين السرّاء والضرّاء، وهو في هذه الظروف يعلم أنّ مصدر السعادة والطمأنينة هو القرب من ربّه عزّ وجلّ، فالقرب من الله سبحانه وتعالى يهوّن على الإنسان مصاعب الحياة ومشاقِّها، ويُشعره بالسّكينة فالله عزّ وجلّ هو الذي يرعى أموره، وهو المدبّر لتفاصيل حياته، وهذه المعاني تحدّث عنها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: “عجباً لأمرِ المؤمنِ، إنّ أمرَه كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلّا للمؤمنِ، إن أصابته سرّاءُ شكرَ، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيراً له”. رواه مسلم.
إذا أراد المسلم أن يتقرّب من الله سبحانه وتعالى فلا شكّ أنّ أهمّ ما يُوصله إلى ذلك هو الأعمال الصالحة التي افترضها الله تعالى عليه، فقد جاء في الحديث القدسيّ: “وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه”،رواه البخاري. فالحديث الشريف بيّن الأعمال الصالحة التي تقرّب من الله سبحانه وتعالى، كما وصف الله سبحانه وتعالى نفسه في القرآن الكريم بأنّه قريب، وفي هذا طمأنينة للمسلم، فالمسلم إن أراد التقرّب من الله تعالى، واجتهد في إتيان ما يرضي الله تعالى، وترك نواهيه، فقد وعده الله تعالى باستجابة دعائه، وتحقيق رغباته، حيث قال” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” وقال أيضاً:” فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ” فالله سبحانه وتعالى قريب من التائبين، ويجيب دعاءهم، ويُذيقهم حلاوة القرب منه، فقد جاء في صحيح مسلم: “إنَّ اللهَ يُمْهِلُ، حتى إذا ذهب ثلثُ الليلِ نزل إلى السماءِ الدنيا، فيقول: هل من مستغفرٍ، هل من تائبٍ، هل من سائلٍ، هل من داعٍ، حتى ينفجِرَ الفجرُ”.
من موقع الالوكة الإسلامي