أكد رئيس حكومة مالي السابق، موسى مارا، أن الجزائر فاعل استراتيجي، خاصة لمالي، مشيرا إلى ضرورة حل المشكل مع الجارة الكبرى عبر الدبلوماسية وتغليب الحوار في مواجهة التحديات المشتركة.
وأبرز الوزير السابق لحكومة مالي، التداعيات السلبية التي تسببت فيها السلطة المالية الحالية إثر افتعالها أزمة مع الجزائر حين أشار إلى انفجار أسعار الوقود في شمال مالي، بعد غلق الحدود الجزائرية. فاللتر الواحد من البنزين، بحسبه، بلغ في منطقة غاو أكثر من 5000 فرنك إفريقي، أي ما يعادل ستة أضعاف السعر السابق، مؤكدا أن هذه الأرقام وحدها كافية لشرح ما تعنيه الجزائر لمالي كمورد اقتصادي، وعمق اجتماعي، وعمق إنساني لا يعوض من أي طرف. وربط موسى مارا هذا الغلاء الفاحش، بإغلاق الحدود، فهو يفضح أثر القطيعة، ويذكر بما تحاول باماكو إنكاره أن الجزائر ليست خصمًا بل شريكًا، وأن مصالح الشعب المالي، خاصة في شمال البلاد، مرتبطة بشكل وثيق بالعلاقات الجيدة مع الجزائر. وفي ضوء هذه الاعترافات، تظهر الأزمة الحالية في بُعدها الحقيقي: ليست الجزائر من تخلت، بل السلطات الانتقالية في مالي هي من اختارت الهروب إلى الأمام، فاتهمت الجارة دون دليل، وسعت إلى تسييس حادثة الطائرة في تين زواتين بدل التحقق والتعاون. تصريحات موسى مارا، من موقعه كخبير وكسياسي سابق، ليست مجرد تعليق إعلامي، بل دعوة صريحة للتراجع عن الخطأ التي ارتكبتها الطغمة الانقلابية فقد كشف أن العلاقات بين الشعبين أعمق من أن تلغى بقرار فوقي، وأن المصالح اليومية للمواطن المالي أبعد من لعبة المحاور ويبدو أن الرسالة التي أراد إيصالها كانت واضحة افتحوا الأبواب من جديد، وتحدثوا مع الجزائر، لأن لا بديل عنها في أمن المنطقة واستقرارها.
دريس. م