مشهد البوح

مشهد البوح

غنى لي الْبلبل غنى وأنشد

عزفه المنفرد أطرب الهدهد

نغمة لَحنِه لاحت مِن قُرطبة

عطَّر نَثرُهُ جوّنا السائِد

بعد أن تُهت ُ في عالم ٍ أزرق

عدت لأقطف ثَمرةَ العُنقد

وَردَتي الذابِلة هاهي تزهر

باح َ بسرّها الشوق وأسرد

قِصة الوِجد وحِسهَا المرهف

جودِ ياعينُ بدمعَكِ الراكد

قَلبها المُفعم هو من لَملَم

جُرحيَّ الغائِر حِينما أوقد

نار الشوق التي لا ولن تخمد

حتى ولو إذا نِلتُك ِ مقصدً

أشرق الصبح وانجلى حزنها

أبدتْ بالضِحك اللؤلؤ الزّائد

بعدمَا ضاقتِ المُرّ والحَنظل

آنَ لَها الأن أن تَرقُد…..

غُطّي في نومكِ وغمضِ الأجفن

أفرشِ الصدّر وأوسِدِ الساعِد

عِشقنا الأخضر حَظى بما نوَى

نَسجَ ثوبَهُ صِدقُنا الزّاهِد

عِشقنا طاهرٌ إركعِ واسجدِ

باركَ الله لي وشَيخ المَعبَد

ذوقِ طَعمَ العَسل على مد الازل

واعْتِقِ رَغبة جِنَّكِ المارِد

جِيّدُها الفاتِن يشبه المرمر

يَحرسُ عِقدُهَا بابهُ الموصَد

شارتْ لي عينها برمش الاهدب

حينها صِرتُ في سِحرها مُقعد

تأسِرُ قلبيّ العين والحاجِب

تُهتُ في حُسنِهِ ،توئمي المُبعد

رقة تحرس شاطِئ ساحلي

تكسِر غَضب موجِه الحاشِد

غَاصت بنومها ُغصت في داخل

شاَمة خَدها نِلتها سؤدد

صفقَ الجَمع لِرقصة الأحرف

ذُبنَا في الوجد و انتهى المَشهد

 

محمد لعقاب/ المدية