مشكلات القدمين لدى الأطفال…

elmaouid

مشاكل كثيرة يمكن أن يعانيها الأطفال دون أن ينتبه لها الأهل مباشرةً، كمشكلات القدمين التي تظهر بنسبة عالية بين الأطفال ويمكن أن يكبروا معها دون أن يلقوا العلاج المناسب مهما كان بسيطاً.

وفيما يبدو أن للأهل مسؤولية في ملاحظة أي من هذه المشكلات التي يمكن أن يكون لها أثر جمالي وأيضاً جسدي على الطفل، لا بد لطبيب الأطفال وحتى طبيب المدرسة أن يتنبه لأي نوع من المشكلات التي

يمكن أن يعانيها الطفل لأن تطورها حتى سن كبيرة يتطلب علاجات أكثر صعوبة وتزداد معها احتمالات اللجوء إلى جراحة لتصحيحها.

 

مشكلات القدمين التي يمكن أن تظهر 

ثمة مشكلات في القدمين هي خلقية وتحصل نتيجة خلل في مرحلة تكوين القدمين في الشهرين الأولين من الحمل. في هذه الفترة، قد تؤدي مشكلة معينة إلى تشوهات في القدمين.

في هذه الحالة، يصعب حل المشكلة بغير العملية التي تهدف إلى تصحيح التشوه. أما المشكلة الثانية التي تنتج عن تشوه خلقي وتظهر عند الولادة، فناتجة عن مشكلة في الوضعية أثناء وجود الجنين في الرحم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. إلا أن مشكلة الوضعية هذه يمكن أن تشفى تلقائياً وتستقيم خلال بضعة أيام من الولادة. هذا بالنسبة إلى التشوهات الخلقية التي تعتبر حالات استثنائية.

أما المشكلات الباقية والتشوهات التي نراها لدى نسبة من الأطفال والتي تعتبر أكثر شيوعاً، فهي:

الرجل الحنفاء: التي تكون مشوهة بالاعوجاج ويمكن ملاحظتها من اليوم الأول للولادة.

 

الالتصاق في الأصابع أو وجود أصبع زائدة في القدم أو وجود أصابع فوق بعضها أو تحت بعضها، وهي حالات نادرة أكثر.

القدمان المسطحتان: في نسبة 50 أو 70 في المئة من الحالات، لا تكون هناك مشكلة فعلية، بل يتم الاعتقاد بوجودها لأن قدمي الطفل تكونان مسطحتين دائماً في سن مبكرة لأن لا عظام صلبة لديه.

لذلك يبدو في الشكل وكأن قدمي الطفل مسطحتان، خصوصاً إذا كان يعاني السمنة، فيما لا تكونان كذلك بل يكون كل ثقل الطفل مرتكزاً على قدميه وتبدوان كذلك لطراوة العظام. لذلك، لا بد من الانتظار حتى سن 5 سنوات للتأكد من وجود مشكلة والتثبت من عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً.

بعد هذه المرحلة يحتاج البعض إلى نعل طبي للمساعدة على تصحيح المشكلة.

مشكلة “فك الورك” هي من الحالات التي يمكن أن تحصل للصبيان الذين يعانون سمنة مفرطة. في هذه الحالة يلاحظ أن الولد يعرج دون أن يكون قد تعرّض للسقوط، وتحتاج هذه المشكلة إلى عملية لتصحيحها.

زيادة المسافة بين الركبتين: هذه من التشوهات التي لا تستدعي تدخلاً في سن مبكرة لأنها تظهر لدى كل الأطفال في السنوات الأولى من الطفولة ثم تصحح تلقائياً. أما لاحقاً فتؤخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى ويتم التدقيق من المسافة بين الركبة والكاحل للتأكد من عدم وجود مشكلة.

 

حتى أي سن يجب أن يكون حذاء الطفل

طبياً حفاظاً على صحة قدميه؟

ليس للحذاء أي تأثير على قدمي الطفل، فإما أنهما صحيحتان أو لا ولا تأثير أبداً للحذاء في حصول أي تغيّر. لذلك سواء كانت هناك مشكلة في القدمين أو لا لن يؤثر الحذاء الطبي في شيء .

 

فيتامين “د” والدور الفاعل  في هذه المشكلات

يجب الحرص على حصول الطفل على كمية كافية من الفيتامين “د” لأن النقص له تأثير سلبي، خصوصاً إذا كانت قدما الطفل مقوستين.

في هذه الحالة خصوصاً يجب أن يحصل الطفل على كمية كافية من الفيتامين “د”، وبشكل عام يوصف الفيتامين “د” للأطفال في المرحلة الأولى. كما ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لهذه الغاية للكبار والصغار حفاظاً على صحة العظام. ويوصف الفيتامين “د” أحياناً على أساس الفحص الذي يظهر ما إذا كان هناك نقص فيه أم لا.

 

– متى تكون العملية ضرورية؟

في 90 بالمائة من حالات تشوهات القدمين لدى الأطفال لا تكون هناك حاجة إلى العملية بل إلى وسائل علاجية أخرى كون التصحيح يبقى ممكناً في سن مبكرة.

أما بالنسبة إلى الراشدين فترتفع نسبة العمليات، هذا ما يؤكد أهمية كشف المشاكل ومعالجتها في مرحلة مبكرة قبل البلوغ ليكون العلاج أسهل.

التقنيات العلاجية التي يمكن أن تعتمد لتصحيح المشكلة

في المرحلة الأولى، تعالج معظم المشكلات بطرق معينة في المشي أو في الجلوس، فإما أن يطلب الجلوس بوضعية مربعة أو أن يطلب المشي بطريقة معينة. في مرحلة لاحقة، قد تتطلب بعض الحالات وضع الجبس بطريقة معينة أو اعتماد تقنية تقويم. وإذا لم تنجح بدورها، ثمة حالات تستدعي اللجوء إلى العملية. لكن تنخفض نسبة الحالات التي تجرى لها جراحة في سن مبكرة، إلا الحالات التي فيها تشوهات معينة خلقية أو غيرها من الحالات التي تستدعي أصلاً اللجوء إلى جراحة كعلاج وحيد..

 

هل يسهل على الأهل اكتشاف كل هذه المشكلات؟

فيما تظهر المشكلات الناتجة عن تشوه خلقي عند الولادة وتقع مسؤولية اكتشافها على عاتق الطبيب في المستشفى، تظهر مشكلات أخرى في مرحلة لاحقة.

والنسبة الكبرى منها تظهر عند المشي أو الجلوس. يلاحظ هذه المشكلات الأهل عادةً، لكن في الوقت نفسه لا بد من التشديد على أهمية فحص طبيب الأطفال وعلى الفحص الطبي في المدارس الذي يمكن أن يكتشف نسبة كبرى من الحالات ولفت أنظار الأهل إليها لتتم معالجتها في الوقت المناسب على يد الطبيب الاختصاصي، بدلاً من الانتظار لسنوات حين يصبح العلاج أكثر صعوبة.

 

هل يمكن أن تسبب مشكلات معينة في القدمين ألماً للطفل؟

إضافةً إلى مشكلة التقوّس في مشط القدم الذي عندما ينتج عن خلل في الجهاز العصبي يسبب ألماً، يمكن أن يعاني الطفل ألماً دائماً في الساقين.

في هذه الحالة، لا بد من التأكد مما إذا كانت العظام ملتصقة في الصورة الشعاعية أو السكانير، وفي حال التأكد من وجود مشكلة، لا بد من اللجوء إلى عملية جراحية.