وسط التحولات العميقة التي يعرفها قطاع التعليم العالي، تبرز بعض الجامعات كمختبرات حقيقية للتغيير، تؤسس لمرحلة جديدة من التميز والمعرفة، ومن بين هذه النماذج الطموحة، تبرز جامعة جزائرية تسابق الزمن لترجمة رؤيتها إلى واقع ملموس.
تشهد جامعة الجزائر 3 تحولا نوعيا وغير مسبوق، مدفوعا برؤية إدارتها نحو الارتقاء بمستواها الأكاديمي والتقني, فبعد توجيهات مدير الجامعة، البروفيسور خالد رواسكي انطلق مشروع ضخم لتحديث وتطوير البنية التحتية، يهدف إلى جعلها جامعة من الجيل الرابع، قادرة على مواكبة أحدث المعايير العالمية في التعليم العالي. يتمثل هذا التحول، في مشروع شامل يغطي ملحقة كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ببن عكنون، ويعد بمثابة خطوة استراتيجية نحو تعزيز جودة التعليم. من أبرز ملامح هذا المشروع، هو إنشاء مكتبة رقمية عصرية بمعايير دولية، وتجهيز فضاءات للمطالعة داخلية وخارجية، بالإضافة إلى مساحات مفتوحة للطلبة، مما يوفر بيئة تعليمية محفزة وملهمة. وبحسب جامعة الجزائر، يعد فضاء مهن المستقبل الرقمي حجر الزاوية في هذا المشروع، وهو ثمرة شراكة استراتيجية مع مؤسسة هواوي، حيث يضم الفضاء ست قاعات مجهزة بأحدث التقنيات ومنصة تفاعلية مدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي. كما يوفر قاعات تدريس ذكية مرتبطة بالجامعات الدولية، مما يمنح طلبتنا فرصة فريدة للتدريب العملي على نماذج متقدمة في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا الرقمية، والبورصة، والاقتصاد القياسي، إلخ… لم يقتصر المشروع على ذلك، بل شمل أيضا تهيئة تسع قاعات تدريس رقمية حديثة ومكاتب إدارية للكلية، بهدف تحقيق ربط شامل مع مشروع جامعة الجيل الرابع. وقد تفقد مدير الجامعة اليوم رفقة نواب المدير وإطارات من الكلية سير العمل في هذا المشروع، مشيرا إلى أن نسبة الإنجاز قد بلغت 90% من مرحلة إعادة التهيئة الشاملة. وتتطلع الجامعة إلى إطلاق المراحل المتبقية قريبا، لترسخ بذلك مكانتها كصرح أكاديمي رائد يجمع بين الأصالة والتطور التكنولوجي، ويعد طلبته لمواجهة تحديات المستقبل بمهارات وكفاءات عالية.
س. س