تعد مشتة بني فرح من المشاتي التي ما زالت لغاية اليوم تعيش العزلة والتهميش حسب بعض سكانها، ويؤكد ذلك غياب أدنى المشاريع التنموية بالمنطقة، ووجودها في حالة عزلة تامة، رغم تواجد العديد من العائلات
والأسر على مستواها ورغم إبداء الكثير من الذين هجروها في العشرية السوداء رغبتهم في العودة إلى أحضانها لإحياء مختلف النشاطات التي كانت تمارس، كالزراعة وتربية الحيوانات وتربية النحل وكذا الرغبة في إحياء مشاريع كانت أحلاما بالنسبة لهم، وهي فتح المجال أمام الجانب السياحي نظرا لتمتع المنطقة بمناظر طبيعية خلابة، تجعلها في المراتب الأولى في هذا المجال.
حيث يطرح العديد من السكان إشكالية عدم توفر الظروف التي تسمح لهم بالعودة إلى ديارهم في المنطقة، منها مشكلة العزلة التي يتسبب فيها بالدرجة الأولى عدم وجود طريق يربط بني فرح بمركز البلدية، بالإضافة إلى غياب كلي للمرافق التي تسمح لها بتنشيط المنطقة، وفي هذا الشأن تطرح مشكلة عدم توفر طريق نحو هذه المنطقة، وهو ما ينتظره السكان بعد الإنتهاء من إنهاء الجسر الذي ينجز على الطريق رقم 77 الذي سيمكن من فتح طريق نحو مشتة بني فرح، بحيث يبقى هذا حلما كبيرا لسكان المنطقة الذين نادوا في عديد المرات، واستنجدوا بالسلطات المحلية البلدية وكذا الولائية للتكفل بانشغالاتهم في هذا المجال.
بعض من سكان المنطقة اعتبروا جسر الأمل والتحدي الذي أنجز خلال الأشهر الماضية على وادي جن جن رسالة واحتجاج سلمي حضاري راقي لتبيان وضعيتهم للسلطات، ولتبليغها أنهم يريدون العودة إلى ديارهم وأراضيهم الأصلية لممارسة مختلف النشاطات وأهمها الزراعية وتربية الحيوانات وتربية النحل، حيث قاموا بإنجاز هذا الجسر بوسائلهم الخاصة لضمان تنقلهم، كما يطالبون بضرورة الأخذ بالإعتبار الجانب السياحي للمنطقة وضرورة استغلاله وأيضا بالكهرباء الريفية التي تلقوا بشأنها وعودا على أن تنجز في سنة 2018.
وفي هذا الشأن، يؤكد رئيس بلدية بودريعة بن ياجيس أن المجلس الشعبي البلدي الحالي يضع في الحسبان قضية العزلة التي يعاني منها الكثير من المشاتي والقرى في المنطقة، ومنها قرية بني فرح، بني فوغال وأولاد أحياهم التي قامت مصالح الغابات بفتح الطريق بها، ولكنه ما زال غير مهيأ وغير صالح، ما يجعله غير مستعمل وغير صالح مع تساقط الشتاء، كذلك مشتة السطيطرة التي تحتاج إلى مسالك، بوكرامة، لعشاش، صيدا ولعمارشة، وبخصوهها يؤكد أنه سيتم العمل على فتح مسالك داخل هذه المشاتي في إطار المخططات البلدية للتنمية، للتخفيف من معاناتهم بالعزلة.
وقد أشار البعض أيضا إلى أن قرية بني فرح لم تستفد إلا من مدرسة واحدة وهي الآن في حالة يرثى لها، وفي وضعية سيئة جدا، لذا يؤكدون على ضرورة تحقيق مساعي السلطات المحلية الحالية منها مشروع القرية السياحية وإحيائها، نظرا للكنوز الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، وكذا إمكانية وصولهم إلى منبع المشاكي مرورا من بلدية بن ياجيس.